عليه أستاذنا من الامتناع عن نشر ما يمدح به في الرسالة، وما زلت اذكر موقفه من الشاعر الراوية المرحوم أحمد الزين، إذ أنشأ الشاعر الراحل قصيدة في تحية الأستاذ الزيات بك والإشادة بأدبه لمناسبة ظهور أحد مؤلفاته، وكان الأستاذ الزين من المشغوفين بكتابة الزيات، وكان يترنم بفقراتها كما يترنم بالشعر الجيد على طريقته التي يعرفها أصدقاؤه. ومما يذكر بذلك أن الزين كان إذا أراد أن ينظم شعرا مهد للدخول في جو الشعر بترنمه ببعض الأبيات التي يستعذبها وبعد ذلك لا يشعر بما حوله حتى يفرغ مما يقول. وأذكر أيضا أن كنا في لجنة التأليف والترجمة والنشر في إحدى الندوات التي كانت تنعقد بها في أمسيات أيام الخميس، فرغب أحدهم إلى الأستاذ الزين أن ينشد مترنما على طريقته تلك، فأبى لأنه لم يكن يفعل ألا إذا انبعث من تلقاء نفسه في خلوته أو مع بعض خاصته. فأراد الأستاذ محمد عبد الواحد خلاف بك أن يداعبه فقال: إن صوت الأستاذ الزين أجمل من صوت أم كلثوم! فغضب الزين من هذا التشبيه، ولم تنبسط نفسه حتى ترضاه الأستاذ خلاف.
نعود بعد ذلك الاستطراد أو تلك (الدردشة) إلى موقف الأستاذ الزيات من قصيدة الزين، فقد أبى نشرها في الرسالة على الرغم من إلحاح الزين ومحاجته بأن ذلك من حقه، لأن الرسالة ملك أدبي عام. . وأظن أن تلك القصيدة نشرت في ((الثقافة))