للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثمرات أكباد من الأولاد، لم تدر من عجمة إعرابا، فطفت المدامع على الخدود بروقها لوامع، مرسلات كالهوامع، القوامع التي لا تقر انسكابا، ولم نخرج من الدار حتى ودعتها كالحرم الجامع للأنوار، بركعتين، وفيض العين كالعين، أضحى منسابا وذكرت بعض ما ورد في الخبر لمن أراد السفر للسفر هلاله الأبدر لا يقدر حسابا. وفيه من قاله رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شره، وهو بسم الله واعتصمت بالله، وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

في وداع الشيخ البكري:

(وممن خرج للوداع شيخنا الأوحد، بيضة البلد، جانب الشيخ محمد الخليلي المفرد، ومعه جمع يحمد، رفع الله منهم ومنه جنابا، وقد ألهم في تلك المواقف دعوات يعجب منها صاحب المقاصد والمواقف، ألاقت دواة المدامع وأجرت انسحاب الواقف، إذ جبرت في الميادين جوابا، وتذكرت هنا قول قرنيا السيد نصري نجل السيد أحمد الحصري الحسيني، حين ودع شيخه من إقامة خليفة بعده فأحسن ذهابا وإيابا، الشيخ عيسى الكناني منحهما ديانى صوابا وحباهما آدابا (السم من ألسن الأفاعي؛ أيسر من قبلة الوداع).

(وحين عزمت على السير إلى معالم الميراث والمير، أحببت أن أضع رحلة تجمع ما يحصل منه خير، وأن أسميها (الحلة الرضوانية الإنجازية الدانية، في الرحلة الإحسانية الحجازية الثانية).

(وبعد أن ودعنا أولى الوجوه النيرة، وسرنا إلى قرية (ألبيرة) بمقلة دامية غير قريرة، واحشا بوحشة الفراق كسيرة ولدي أرجائها الندية، ودع صديقنا ابن هندية.

ومنها أتينا (الحلزون) بهون، وعاد الرفاق مصاحبين العون والصون، وارتحت هنية عند بير زيت ودعيت إلى المبيت فأبيت، ولما صليت استدعيت كاسات قهوة سودا وكان الفراق سقاني الحمرا، راجيا بشرب ابنة اليمن يمنا يطفي من الزفرات جمرا، وجلسنا في قرية (عارورة) جلسة خطيب مشهورة، وأتينا (المزارع) والقلب من الندم قارع، وبتنا وقد تخلف زارع الجميل، الجاني بتأخره فلم يجن ثمرة الإكرام من الجميل، مع ادعائه الحب الرابي كالحب المرابي وأنه في فنائنا المحلي لدى القرع بحلاوة القرع تربى، فكانت الليلة ليلة محب سليم، أو ضرير وقع في غدير، وخيم، سماءها ناقية من الصفا، أنقى من الراحة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>