اكتفت النيابة بهذا الدليل فقبضت على عبد الدايم ولكن سر الجناية ظل غامضا حتى وصل إليها بلاغ من مجهول يقول فيه (لقد علمت من أحد المصادر أن سلمى عبد الدايم المسعودي لم تمت ميتة طبيعية وإنما قتلها أبوها لأنه علم باتصالها بإبراهيم أفندي بن عمدة كفر المعداوي. وقد كان يمكن كشف هذه الجناية في حينها لو أن طبيب المركز رأى الجثة قبل دفنها، ولكنه صرح بالدفن مكتفيا بقول حلاق القرية إنها ماتت بسكتة قلبية) فانتقل وكيل النيابة فوراً مع الطبيب الشرعي إلى قبر سلمى وأمر بإخراج جثتها وقال الطب كلمته فإذا بها ماتت خنقا. . . . وختمت النيابة أبحاثها وبدأت التحقيق. . . . .
س - إبراهيم أفندي يقول أنه رآك تطلق عليه الرصاص.
ج - أبداً
س - وماذا تقول في البندقية التي عثرنا عليها في القصب وهي لك؟
ج - لم تعد لي بندقية منذ أخذها الإنجليز مني وهم يجمعون السلاح في سنة ١٧.
س - وابنتك سلمى؟ لدى النيابة شهود يقررون أنها لم تمرض مطلقا وأنهم رأوها أمام خيمتها قبل أن تموت بقليل؟ فهل مرضت وشكت واحتضرت وأسلمت الروح في أقل من ساعة؟
ج - هو كذلك، فإنها ماتت بسكتة قلبية.
س - ولكن الطبيب الشرعي أثبت أنها ماتت خنقا.
ج - إذن تكون قد خنقت نفسها.
س - ولماذا حلقت ذقنك وشاربك بعد موتها؟
ج - خطر لي أن أتزوج فحلقتهما كي أبدو صغير السن.
س - ولكنك قلت في مجلس العمدة كلاما يستفاد منه أن أحدا اعتدى عليك فحلقتهما حتى تأخذ بثأرك.
ج - لم أقل ذلك وإنما كنت أسخر من قوم رأيتهم يسخرون مني.
س - لقد وصل إلى علم النيابة أنه كان بين ابنتك وبين إبراهيم علاقة وأنك من أجل هذا قتلتها وأردت أن تقتله.