شئ، وأما الجانب السياسي فنحن لا نجني من هذه الإشارات إلا ما نجنيه في مصر من المهاترات الحزبية، ويجب أن يعلم هؤلاء الأساتذة أنهم مبعوثون إلى إخواننا الجنوبيين جميعا على اختلاف أحزابهم وطوائفهم، وأن مهمتهم الثقافية الخالصة هي التي تخدم الوحدة، أما ما يبغونه من الظهور بمظهر البطولة فإن عاد إليهم بشيء من (الوجاهة) في نظر السطحين، فإنه يجر إلى جانب ذلك كثيرا من الحزازات ويغرس النفور في النفوس.
وليت وزارة المعارف تخرج عن تلك (الرسمية) المقفرة فتختار بعض الأدباء المعروفين بآثارهم القلمية الناضجة ليشاركوا في موسم المحاضرات المصرية بالسودان فتتيح لأهله أن يروا الوجوه التي يقرؤون لأصحابها، ويصلوا ما يقرؤون بما يسمعون، ولعل في هؤلاء من يطلع بما يفتقدونه في أولئك.
توصيات اللجنة الثقافية:
تجتمع بالإسكندرية الجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، وقد بدأت اجتماعاتها يوم ٢٠ أغسطس الماضي، ولا تزال توالي هذه الاجتماعات حتى كتابة هذا. وقد فرغت من النظر في بعض الموضوعات المعروضة عليها، فقررت توصياتها فيها.
نظرت في موضوع ترجمة الكتب العالمية التي تهم العالم العربي فأوصت الإدارة الثقافية باتباع الوسائل التي تراها كفيلة بعدم تكرار الجهود في الحكومات العربية وبين المترجمين الأحرار في الترجمة العربية.
ونظرت في تشجيع التأليف، فرأت أن تخصص الجامعة العربية جائزتين لهذا الغرض تمنحان سنويا، على أن تؤلف لجنة خاصة لوضع شروط هذا المنح، وقد رؤى أن تخصص الجائزة الأولى لأحسن كتاب عربي علمي أو أدبي يخدم فكرة تتصل بتحقيق غايات الجامعة العربية وأهدافها العامة، وأن تخصص الجائزة الثانية لتكليف مؤلف عربي أو أكثر وضع كتاب يستكمل وجها من اوجه النقص في مجال التأليف العربي المتصل بدراسة حياة العرب وفكرهم وحضارتهم، وترى اللجنة أن في حياة العرب وتراثهم القديم ونهضتهم الحديثة كثيرا ما يستحق التسجيل بالوسائل العصرية كالسينما، ولذلك توصي بأن تعني الدول العربية بتصوير أفلام تعليمية وتعريفية عن حياة كل منها لتعريف العرب بعضهم ببعض، وتعريف العالم الخارجي بالحياة العربية ونهضتها في العهد الحديث.