للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا أرى سمرة للكرم إلا الخضرة الداكنة للأوراق. . ولا أحس نعومة للضياء لأنه مما لا يلمس. ولا أرى كذلك للماء لونا يشبه الخمر أو يقاربه اللهم إلا في زيادة النيل حين يحمل معه فتات الصخور. . وما أظن ذلك إلا جموح خيال من الأستاذ الشاعر. . أما كلمة (سوسان) فلا أعرف إلا السوسن فقط. فلعل القافية هي التي جاءت بهذه الألف. . ولعلها لغة فيها. . والشاعر هو الذي يستطيع أن يفيدنا بذلك - والقاموس لم يذكر سوى سوسن وسوسنة

٢ - غموض:

وفي غموض أرنو إلى الفجر الجميل كساحر ... حملت يداه ريشة عذراء

والساحر لا يحمل الريشة، وإنما هو الرسام. ولكن الوزن لا يستقيم به

والشمس. . (شعت ماسة زرقاء. .) ولا تراها حتى العين الرمداء. . زرقاء اللون. . ولو كانت كذلك لما نسخت الظل وطوت الظلام. وكلمة (تدفق) وهي (تدفقت). . وكلمة (ازرق أمواها) بعد (وإلى المياه) لا تستقر ولا تتسق مع ما بعدها.

وهي (وشف نقاء). . وللشاعر تحياتي وتقديري.

كيلاني حسن سند

المجد (المخطوف)

خطف المجد في هذا الزمان، الذي ابتدع الحرب الخاطفة، والقنبلة الذرية!

ولقد غدا يتبع (الركاب)؛ فتبعه الإمعات والأذناب!

ألست تترضى البليغ في جهله حد النبوغ وقد لوح بما نال من تمجيد في دنيا العبيد!

ألست تتكلف التصفيق له حين تتسمع إلى فهاهته وعيه، وبالود منك أن تصفع قفا غروره ليستقيم خده المصعر في وجه الصفيق؟

ألست تعجب من وثباته في المجتمع المخدوع وهو مباه بما ناله من مجد خطفه خطفة القردة والمشعوذين؟

هذا هو الشأن فيما صارت إليه الأمور؛ فإياك والاعتماد على نبوغك، وسعة أفقك، وعزة نفسك، وتحصن كرامتك!

<<  <  ج:
ص:  >  >>