حسنا - لتكن المحاضرة عن التدخين. . وهو موضوع لا أهمية له عندي. . غير أني أرى أن تعيروه أنتم كل الأهمية كي لا يحدث شئ لا نتوقعه. وعلى من يكره الموضوعات العلمية الجافة، ومن لا يعبأ بمثل هذه الأشياء ألا ينصت إلي ومن الخير أن يغادر المكان. . (يعتدل في وقفته).
وإني أطلب بصفة خاصة من المشتغلين بالطب الحاضرين الآن أن يعطوا المحاضرة كل انتباههم حتى يمكنهم أن يحصلوا منها على أفيد المعلومات. . فالطباق - إلى جانب مضاره للمدخنين - يستعمل في الطب. فإذا وضعنا ذبابة - في صندوق به طباق، قد نجدها بعد حين ميتة بسبب اختلال جهازها العصبي. . وبهذه المناسبة أذكر أنني كلما ألقيت محاضرة، أجد نفسي أغمز بعيني اليمنى. . فارجوا ألا تعيروا ذلك أهميته. . إنه مجرد تعب في الأعصاب. . وأنا - بصفة عامة - عصبي جدا. . وقد بدأت عادة الغمز منذ سنة ١٨٨٩ - في ١٣ سبتمبر إذا أردتم الدقة. . وهو اليوم الذي وضعت فيه زوجتي ابنتنا الرابعة بربارا. . . ومع ذلك (ينظر في ساعته) فالوقت ضيق، ولا ينبغي الخروج عن الموضوع. . على أنه من اللازم أخبركم أن زوجتي تدير مدرسة للموسيقى ومدرسة داخلية. . . لست أعني مدرسة داخلية تماما. . . ولكنها تشبه المدارس الداخلية.
وزوجتي تحب دائما أن تشكو من الحالة المالية. . مع أن لديها في البنك - مما وفرته - المال الكثير. . . أما أنا فليس عند درهم واحد. . . ولكن لنترك هذا الموضوع فهو لا يهم أحدا. . .
وأنا اعمل في مدرسة زوجتي الداخلية. . فأشرف على التموين والخدم والمصروفات وأجمع الكراسات، وأكافح البق والفئران وأخرج بكلب زوجتي الصغيرة للنزهة. . .
وبالأمس كان على أن أعطي للطاهي خبزا وزبدا كي يعد لنا اليوم بعض الفطائر. . وبالاختصار دخلت زوجتي اليوم في المطبخ بعد أن انتهى الطاهي من إعداد الفطائر وقالت إن ثلاثة من تلاميذها لن يأخذوا نصيبهم منها لأنهم ابتلعوا نباتات سامة. . وعلى ذلك أصبحت لدينا ثلاث فطائر زائدة عن الحاجة. . فماذا كنتم تصنعون بها؟ أمرت زوجتي الطاهي بأن يضعها في المخزن ثم عادت ففكرت برهة وقالت: