للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- لك أن تأخذها لنفسك أيها الصنم. . إنها دائما تناديني بمثل هذه الأسماء عندما تكون غاضبة. . (أيها الصنم) (أيها الشرير) (أيها الشيطان). وهكذا. . ولعلكم ترون معها أنني أبدو كالشيطان. . إنها دائما غاضبة ثائرة متأففة. . ولكني لا امضغ شتائمها بل أبلعها. . فأنا دائما جوعان. . فبالأمس مثلا لم ترد أن تمنحني عشاء وقالت: (إن من العبث أن أمنحك طعاما ما دمت تجوع بسرعة. .) ومع ذلك (ينظر إلى ساعته) فأراني قد خرجت عن الموضوع. . ولكن لنستمر. . ولو أني أشعر بأنكم تفضلون سماع قصة أو سمفونية أو أغنية. . وعلى ذكر الموسيقى، نسيت أن أخبركم أني أدرس في مدرسة زوجتي الموسيقة، الرياضة والطبيعة والكيمياء والجغرافيا والتاريخ والأدب وأني أعلم التلاميذ الرقص والغناء والرسم بينما تتقاضى زوجتي رسوما إضافية لنفسها عن هذه الدروس. . وعنوان المدرسة هو شارع الكلاب الخمسة رقم ١٣

وربما كان هذا الرقم المشئوم هو سبب تعاستي. . فبناتي كلهن ولدن في الأيام الثلاثة عشرة من أشهر السنة. . ونوافذ منزلنا عددها ١٣. ولكن ما الفائدة في ذكر ذلك؟ إن زوجتي بالمنزل تستقبل الضيوف وتدير الأعمال. . وقد سألتني أن أبيع لمن يريد منكم برنامج مدرستها بثلاثة قروش فقط. هل يرغب بعضكم في نسخة؟ (فترة صمت) لا أحد؟ حسنا. . لنجعل ثمنها قرشين. (فترة صمت) يا للضيق! نعم. . إن رقم منزلنا ١٣. وقد فشلت في كل شئ. لقد تقدم بي العمر وصرت غبيا. إنني أحاضر الآن وقد أبدو وجيه المنظر ولكن بي رغبة جامحة في الصراخ بأعلى صوتي والهرب إلى أقصى المعمورة. ليس هناك من يسمع لشكواي وأنا أريد أن أبكي قد تقولون عندك بناتك. . بناتي! إنني أكلمهن فيضحكن غن زوجتي لديها سبع بنات. . لا. . إني آسف ست فقط. . (بقوة) بل سبعة. الكبرى في السابعة والعشرين والصغرى في السابعة عشرة. أيها السادة (ينظر حوله) إنني يائس لقد أصبحت أحمق. . أصبحت عبثا لا قيمة لي. . ولكن أسعد الآباء. أو على الأصح يجب أن أكون كذلك ولا أجرؤ على القول بأني لست كذلك. . ولكن. آه لو تعلمون. . لقد عشت مع زوجتي ثلاثة وثلاثين عاما وباستطاعتي القول أنها كانت أجمل سنوات حياتي. . لست أقصد أجملها تماما ولكن أتكلم على وجه العموم. . لقد مرت كلحظة سعيدة واحدة. . لعنها الله ولعن من يعيشها. . (يتلفت حوله) أعتقد أنها لم تحضر بعد. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>