أني - لذلك - أستطيع أن أقول ما أريد. . إنني خائف. . أخاف نظرتها إلي. . ولكن لنعد إلى الموضوع. . كنت أقول إن بناتي لم يتزوجن بعد. . ربما كان السبب هو خجلهن ولكن السبب الرئيسي هو أن الرجال لم تتح لهم الفرصة لرؤيتهن. . فزوجتي لا تحب إقامة الحفلات ولا تحب دعوة أحد إلى العشاء. . إنها لاذعة عصبية تحب الشجار ولذلك لا يقرب منزلنا أحد. ولكن. . . سأسر لكم أمرا (يميل بجسمه نحو السامعين) باستطاعتكم رؤية بناتي في أيام الأعياد الكبرى في منزل عمتهن نانالي سيميونوفا التي تشكر دائما من الروماتيزم. هناك باستطاعتكم تناول أطيب الأطعمة. فإذا لم تحضر زوجتي هناك كان باستطاعتكم أيضا أن. . (يرفع ذراعه) يجب أن أخبركم أنني أسكر من كأس واحدة. وأني عندما أسكر أكون سعيدا جدا وتعسا جدا بصورة لا أستطيع وصفها لكم. . عندئذ استعيد شبابي ولسبب ما أجد نفسي تريد الفرار. . الفرار إلى أية جهة. . آه لو علمتم كم أريد الفرار (بحماس) أريد أن أهرب مخالفا كل شئ ورائي ودون أن انظر خلفي. . إلى أين؟ أي مكان، ما دمت سأطرح عن كاهلي تلك الحياة التافهة، الحقيرة، التي جعلت مني غبيا تعسا أحمق وما دمت سأطرح عن كاهلي تلك الزوجة الغبية الحقيرة الثائرة العصبية البخيلة التي لم تكف لحظة عن تعذيبي طوال الثلاثة والثلاثين عاما التي عشتها معها. أريد أن أهرب من الموسيقى. . من كشف حساب زوجتي. . من كل تفاهاتها وحماقاتها. أريد أن أهرب ثم اقف في مكان بعيد. في حقل. ساكنا لا أتحرك كالشجرة أو العمود أو الصنم. تحت السماء الواسعة. . وانظر طوال الليل إلى القمر الساطع فوق رأسي. وأنسى. وأنسى. . . آه. . كم أريد ألا أتذكر. . كم أريد أنا أمزق هذا المعطف القديم الذي ألبسه منذ حفلة الزواج (يمزق المعطف) والذي ألبسه دائما عندما ألقى محاضراتي في الموضوعات الخيرية. . خذوه (يدوس بقدمه على المعطف) خذوه إنني كهل مسكين محطم كهذا المعطف الذي رقع ظهره. . (يدير ظهره للحاضرين) لا أريد شيئا. إنني أحسن وأنظف من ذلك. لقد كنت شابا في وقت من الأوقات وكنت أدرس في الجامعة. . كانت لي آمال وأحلام وكنت أعتبر نفسي رجلا. أما الآن فلا أريد شيئا. . لا أريد إلا الراحة. . الراحة. . (ينظر خلفه ثم يلبس معطفه بسرعة) إن زوجتي خلف المنصة تنتظرني (ينظر إلى ساعته) لقد انتهى الوقت. إذا سألتكم فأخبروها أن المحاضر. . الصنم. . أقصد نفسي. . تصرف بوقار. .