وعمدت أمريكا إلى مقاومة روسيا فحاولت إنشاء (مراكز قوة) لتواجه الخطر الروسي وعمدت إلى تحسين حالة غرب أوربا كما ينجلي في مشروع التعمير الأوربي وبرنامج المساعدة الحربية
وقد عقد مؤتمر صحفي في فبراير ١٩٥٠ وتحدث وزير الخارجية الأمريكية إلى الصحفيين قائلا (يجب إن نذكر أن الطريق إلى السلام شاق وطويل، ولكن يجب ألا نتردد في العمل للوصول إلى تحقيق هذا الهدف ويجب ألا نيأس من الوصول إليه)
وقد قضت الحرب العالمية الثانية على سياسة العزلة الأمريكية قضاءاً نهائياُ لأن أمريكا لن تستطيع العيش بمعزل عن العالم.
إن فيضاناُ في الصين أو مجاعة في الهند أو اغتيالا في البوسنة قد يؤدي إلى اضطراب عالمي تتأثر به أمريكا حتماُ ومن هنا جاء تفكير الأمريكان في إنشاء هيئة عالمية يستطيع الناس أن يعيشوا في كنفها في أمن وسلام يظلهم القانون وتحميهم راية العدالة
ما معنى إنشاء هيئة عالمية؟
معناها أولاُ أن تتعاون الدول جميعاُ في حل مشاكلها وفي الدفاع عن حريتها واستقلالها وكان للولايات المتحدة اليد الأولى في إنشاء هيئة الأمم المتحدة
ومعناه ثانياً إصلاح ما أفسدته الحرب، وقد كان ذلك هدف مشروع مارشال وغيره من مشروعات التعمير
ومعناه ثالثاُ إعادة الأمم الخارجية على القانون إلى حظيرة القانون، ومن هنا احتلت أمريكا ألمانيا واليابان وعمدت إلى إدخالها في دائرة الأمم الديمقراطية.
ومعناه رابعاُ مساعدة الأمم الأقل تقدماُ، ومعاونتها على النهوض، وتحسين مستوى معيشتها، وهذا هو هدف برنامج النقطة الرابعة ومعناه خامساُ إقامة نظام تجاري بحيث تستطيع الدول المشتركة في الهيئة أن تساهم في حياة العالم الاقتصادية مساهمة مفيدة.
هذا هو مشروع الهيئة العالمية ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بمدى نجاحه، فربما يؤدي هذا إلى إنشاء هيئة عالمية للأشراف على السلاح، أو إلى إقامة حكومة عالمية. ومهما يكن الأمر فإن على الأمريكان أن يقفوا كثيراُ من نشاطهم ومواردهم على دفاع عن حرية العالم.
وينتهي الكتاب أو الرسالة بما يأتي: إن الأمة الأمريكية بدأت حياتها بإعلان استقلالها،