للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكرة الأسطورة، أم أنها جاءت على غرار الأسس الفلسفية التي تقوم عليها الفلسفة الوجودية؟

لا أدري أن كان الأستاذ متولي درس فلسفة المذهب الوجودي وغايتها أم لا. . . والواقع يؤيد عدم تعمقه في الأسس الجوهرية لهذه الفلسفة

ولايمكن ان تعتبر باية حال رواية (الذباب أو الندم) كأساس يقوم عليه المذهب الوجودي، وليس بمقدور سارتر نفسه أن يعتبر الوجودية متمثلة في روايته هذه!

كنت أرجو أن يدور نقاش الأستاذ متولي في اللب لا في القشور كان يجب أن يبحث عن (الحرية الفردية) وخطوتها في المذهب الوجودي، كان يجب أن يثبت لنا الوجودية في أسسها لا في حكاياتها. . .

وبهذه المناسبة أود أن أسرد للأستاذ متولي وللقراء سذاجة الفرد الوجودي، وبلاهة الفلسفة الوجودية!

أن فلسفة الوجودية التي تريد أن يرددها الفرد بلسان الوجودية السارترية هي:

(قل لي ماذا تفعل، أقل لك من أنت)

ولنفرض جدلا بأنني أريد أن أسخر من هذا المذهب الوجودي أو هذا الدين الجديد كما سماه سابقاً (أنيس منصور) أحد زعماء الوجودية في مصر أيضا، فهل بإمكان الوجودية أن تقول لي من أنا؟

إن الفلسفة الوجودية قامت منذ اللحظة الأولى ضد فكرة (المذهب) والمذهبية، وأول من وجدت لديه البذرة المتنافرة المتناثرة للفلسفة الوجودية هو الفيلسوف الدنماركي (كير كجورد) كما أن هذه الفلسفة جاءت ضد فلسفة (هيجل) التي تتصور العالم (كلا واحد). ولأصل في الوجودية إثبات وجود الفرد ضد الفكرة الجماعية، أو إنها كرد فعل لعاطفة مكبوتة تعطف على الفرد وتدفع إليه الحرية الفردية لتمكنه من القيام بتمثيل الحياة الحيوانية كما تمثلها باقي الحيوانات الدارجة سواء بسواء!

أما مذهب (هيجل) وفلسفته التي تتصور العالم (كلا واحد) هي الفكرة الجماعية التي تحاربها الوجودية بكل قواها لإثبات وجودها. . باعتبار أن سلطان الجماعة والجماهير كان من شأنه أنجعل الفرد لاوجود له، وإنما هو يدخل في الحساب (ضمنا). والحقيقة هي أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>