الفرد كجزء وليس (كل) لأن الفرد وحده لا يكون (الكل) إلا إذا اجتمع مع غيره، مثلا: إن المحيط مجموعة بحار وليس البحر الواحد محيط، أو آنتكانسان ولكنك أصبحت (إنسان) لأنك مجموعة أعضاء وليس العضو الواحد هو الذي جعل منك إنسانا
وإذا كان القصد من وراء قيام الفرد على حريته الفردية وتفكيره الخاص وما يذهب إليه في تعريف الوجود، كان معنى ذلك أن البشرية ستعود إلى ما كانت عليه أول نشوئها، أي أنها تعود إلى حالتها الهمجية كما أوجدتها الطبيعة! وبذلك تنعدم القيم والمفاهيم والحقوق لتحل محلها هذه الفوضى (الوجودية!) أليس هذا ما يدعو إليه الفرد وما تقوم عليه الحرية الفردية!؟
أما قولها - (أنا المراجع الوحيدة وأنا المصدر الأول لكل بداية) فهذه مغالطة، لأنه إذا كانت هناك مجموعة أفكار كلية جامعة فليست معناها فكرة واحدة بل مجموعة أفكار
ومن هنا نستنتج: بأن (أنا الإنسان الفرد) ليس إلا مجموعة أفكار كلية وأحكام عامة. وليست بفكرة واحدة وحكم واحد وحرية فردية. أما الرجوع إلى الإنسان نفسه، فهو الإنسان (أنا وليس أنا المصدر لكل بداية) هذا هو الفرق
كما أن الحرية التي تقوم على أساس الفرد لا يعني أنها تعمل بحريات الآخرين (تبدأ حريتك عندما تنتهي حرية غيرك) وبالعكس. أما أن الفلسفة الوجودية أساسها الحرية الفردية فهذا هراء لا يقبله العقل ولا تقوم عليه أتفه الأسس!
إنك موجود في الحياة لوجود غيرك، وليست الحياة وجدت لأنك موجود. إن المذهب الوجودي قائم على أساس الإشباع الجنسيفي للفرد، وتحقيق ما تتطلبه الغريزة الجنسية بأبشع صورها وأقبح ما تصوره من الهدم والتخريب! إن الأمة التي تقوم على غير الأخلاق وضمان الحريات الأخرى لهي زائلة حتماً
إنك وجودي لأنك أناني تحب ذاتك إلى حد الجنون! إنك وجودي لأنك تريد أن ترقص على أشلاء الآخرين لتمثل فوق رفاتهم ما تدعوك إليه غرائزك وعواطفك وتفكيرك الخاص وحريتك الفردية. . .
وإذا كانت الفردية تهدف إلى ذلك فهي فردية مشوهة الخلقة ناقصة التكوين!
أما الوجودية عند الوجوديين قد أخرجت العدم من الوجود، فإن الطبيعة أيضاً هي التي