فأنا الأسير بظل روض كرومها ... ولو أن في عنقي شهى حياتي
وليس هذا مما تقوله النساء، ولكن عائشة تريد أن تنظم الشعر ولا تجد أمامها ميداناُ للقول، فماذا تصنع؟ نظمت في ذكر الخمر كما نظمت في الغزل من قبل
وليس لها في باب المدح سوى قصيدة واحدة هنأت بيها الخديوي توفيقا عقيب القضاء على الحركة العرابية
وكانت الشاعرة تستوحي من أنوثتها كثيراُ من الصور، ومثال ذلك قولها:
ولكني أرى في الصبر طبي ... ومكحلة الجلا حسن امتثالي
وقولها:
فدعني يا خل والخل نخلو ... ونكحل بالثنى جفن الأماني
مرآته طمست وأصدأ وجهها ... من بعد ما سعدت بطول جلاء
ولطالما اكتحلت عيون أولى النهى ... من غدره بمصائب وبلاء
فأنت ترى أن الشاعرة تكثر من ذكر الكحل والمكحلة والمرآة، وهذه كلها من مستلزمات المرأة
وقد استخدمت التورية باسم عائشة في عدة مواضيع. فمن ذلك قولها:
إن قيل عائشة أقول لقد فنى ... عيشي وصبري والإله خبير
ولى التقلب في سمير تحرقي=ما دمت عائشة ليوم فنائي
محمد سيد كيلاني
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute