منازل علت منه الرتبة، وكان صحبنا الأخ الفاضل الأني، خليفتنا الشيخ محمد المكتبي، وهذا الأخ اسمه مسطور في الرحلة العراقية ناويا زيارة الديار القدسية، وتجديد آثار الصحبة المؤسسة، ومن هذه المحطة توجهنا إلى قرية تسمى (أصيلة) وبتنا بها والأنس بها حائق، ومنها ترحلنا إلى (طيبة بني كنانة) ونزلنا (الصما) لما امتلأت بسهام المواصلة الكنانة، وبتنا بليلة طيبة، وفي الصباح شددنا على النوق، وقطعنا وادي العرب، ونحن في سرور وطرب؛ ومررنا على (جسر المجامع) فلم ننزل الليل عند (عيون القصب) وبعد ما زال النصب شمرنا ذيل السير حيث انتفى الوصب، ونزلنا على (الجالوت) حصة، أذهبت على الفؤاد غصة، ودخلنا بملاقية بني صعب وجبل نابلس صباحا (جينين) وعندنا للأوطان حنين، وتوجهنا صحبة رفاق إلى قرية (كور) وبتنا بها ليلتين نسقي من علها ونهلها، وأوصلنا الذي أخذناه من أهلها لأهلها؛ وتوجهنا صحبة من معنا إلى الديار المقدسة؛ والآثار التي على الأنوار مؤسسة، وبتنا في (الزاوية) التي للهموم بالسرور زاوية، وقام بخدمتنا رضوان؛ فارتحنا راحة من رأى رضوان؛ ومنها إلى (بيتونيا) ولم نتجاوز لها حدا؛ وفي الصباح أقبلت الوجوه الصباح؛ ولم ندر لهم عدا!.
(وحصل يوم الدخول والحصول، في منازلعزت عن الحومل والدخول من البسط المقبول؛ لا سيما بملاقاة ثمرات أكباد، وقلت بعد الصلاة في الحرم الشريف مني تحية.
(وبعد الإقامة في نزل السلامة، وورود الأحباب، مهينة بنيل الآراب؛ وردت الكتب المشرفة من الأصحاب والأنساب، مبشرة بتحصيل ما لم يكن في حساب؛ وسطرت ما ورد منهم والجواب (في الأردان) فانظر هناك تر العجاب >لأني لم اختم تأليف هذا الكتاب إلا سنة خمسين. لما توجهت ثالثا لتلك الرحاب؛ على طريق مصر القاهرة بمعونة رب الأرباب.