للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسها، فلا إرغام ولا ضغط ومنحها حرية الخروج والدخول في ثياب محتشمة، وبالجملة أتاح لها الحرية التي لا تؤذي قط ولم يأمر بوضع النساء في الحريم، ولم يحولهن إلى سلعة، ولم يقر الإباحية الحاضرة، فلا خوف من الإسلام على امرأة فاضلة تزاول النشاط الإنساني في حدود الشرف والكرامة.

ثم قال المؤلف: إنه لا خوف من حكم الإسلام على الأقليات القومية في بلاده، فما من دين في العالم وما من حكم في الدنيا ضمن لهذه الأقليات حريتها وكرامتها وحقوقها القومية. لقد دلل الإسلام وحده على الاقليات الأجنبية عنه وعن قومه وحتى في البلاد المفتوحة، وضرب الكاتب أمثلة لذلك.

ثم انتقل إلى عداوات ضد الإسلام من أول الحروب الصليبية فالاستعمار إلى الرأسمالية فإلى الإسرائيلية في فلسطين فقال إن الدولة اليهودية ليست جنسية بل ديانة تضم أخلاطا من روس وألمان وبولونيين وأمريكيين ومصريين وغيرهم، وقد شجعتها إنكلترا ومونتها أمريكا ونسيت روسيا الشيوعية مبادئها الأساسية بجنب المصلحة الشخصية.

ولا ننسى التبشير فهو اختلال روحي وفكري يوحي بنبذ الوطن. وقد أفاض المؤلف أيضا في هذا الباب وذكر أيضا عداوات المستغلين والطغاة والمحترفين من رجال الدين والمستهترين والمنحلين والشيوعيين ودلل على كل هذه بالأمثلة الحية.

ثم عقب على ذلك كله بدعوة (الجماهير) إلى تدبر كل ما مر في كتابه وأهاب بها أن (الطريق واضح ولا سواه) لمن أراد المساواة والحرية والعدالة وكان مؤمنا بنفسه وقومه ووطنه وشعر بان له مكانا كريما في الوجود).

هذا هو كتاب (معركة الإسلام وإلى) أملاه على مؤلفه الفاضل اقتناع مطلق بعد بحث طويل وثقافة صحيحة سليمة، وأيمان بالإسلام وحقه، ووطنية مصرية صميمة، وميل فطري إلى الحق والعدل، ونفور من العبودية والذلة، وبعد عن البدع والمروق، فما أشبهه بابن تيمية والأفغاني والكواكبي وإضرابهم من دعاة الإصلاح الجريئين، ونفه الله بكتابه كل قارئ ينشد الهداية والطريق المستقيم.

حلوان

محمد صادق رستم

<<  <  ج:
ص:  >  >>