للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يراعي هذه الحقائق. فإذا كانت الرغبة في ترويج الكتب وزيادة أعدادها هو الدافع لهذا الاتجاه فإن هذه الرغبة خاطئة. فالمهم في الإبداع الفني قيمة الكتاب لا عدد ما يباع منه. ويجب أن يكون الكتاب السوفييتي خير كتب العالم من حيث صدق الفكرة وروعة الفن وحيوية الأدب وصلته بالحياة الواقعية لا من حيث عدد ما يطبع منه.

(والدولة السوفييتية لا تشجع أصحاب دور النشر أن يتبعوا أساليب البرجوازيين الرأسماليين في ترويج الكتاب على أساس من خمرة الحس والشهرة وأهواء المرضى من أصحاب الثقافة المشوهة.)

ولفتت (برافدا) النظر إلى ضرورة تثقيف المسؤولين عن اختيار الكتب والمقالات في بيوت النشر الروسية وترقية أذواقهم الفنية في إطار الأيديولوجية السوفييتية، وتعرضت (برافدا) بالذات إلى مجلة (الفن) (اسكوستوفو) الروسية وقالت بأن بعض محرريها تعوزهم الثقافة الصادقة والذوق الفني الصحيح.

حتى اللغة وقواعد الصرف والنحو لم تخل من اهتمام الدولة السوفييتية إزاء هذه الظاهرة.

فقد نشر ستالين نفسه منذ بضعة أشهر فقط دراسة دقيقة في كراس عنوانه (الماركسية ومسألة اللغات) عالج فيها عاهل روسيا علاقة اللغة بالأيديولوجية السوفييتية من وجهة النظر الماركسية، وقال ستالين: (إن الفهم الصادق لقوانين التطور في لغات الشعوب أمر له أهمية خاصة لتحقيق الاشتراكية الكاملة.)

وقد شرح ستالين هذه القوانين فأشار إلى (ضرورة خلق ظروف وملابسات معينة تعجل نمو لغة موحدة في دولة كالاتحاد السوفييتي تضم عشرات اللغات واللهجات والثقافات المتباينة.

وهذا التباين في المقومات الثقافية لشعوب الاتحاد السوفييتي في قطاعاته الآسيوية والأوربية كان من أبرز ما اهتم به ستالين في مطلع حياته الفكرية، وكتابه عن (الماركسية ومشاكل القوميات) يسجل إدراك ستالين للمشاكل العاطفية وتباين مقومات الخلق القومي فيما وضعه البلشفيك من نظام لروسيا السوفييتية.

وستالين - ككل ماركسي واع - من أعداء القوميات لأنها في اعتقادهم تعرقل تحقيق الاشتراكية الكاملة في عالم تتشابك فيه المصالح الاقتصادية والسياسية ويتكل بعضها على

<<  <  ج:
ص:  >  >>