ومن يعص أطراف الزجاج فإنه ... يطيع العوالي ركبت كل لهذم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسباب السماء بسلم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم، ومن لا يظلم الناس يظلم
ومن يغترب يحسب عدواً صديقه ... ومن لا يكرم نسفه لا يكرم
ويقول أمية بن أبي الصلت: وقد أدرك الإسلام ولم يسلك:
ورثنا المجد من كبرى نزار ... فأورثنا مآثرنا بنينا
وهو المادح بقوله:
وأرضك كل مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لها سماء
وبذلك جعل الطريف سقفاً للتليد. والسماء أشرف من الأرض على كل حال.
ومن أصحاب المعالي الشعراء من جعل للعلا عينا وحاجباً، واختار لها خدنا وقرينا، من هؤلاء الخطيب أبو محمد إذ يقول:
(لقد رأيت الثناء حقاً واجباً. على من غدا للعلا عيناً وحاجبا، وسلب الوفاء صاحب القوس (حاجبا). وقال أيضاً:
من ذا يفيد فديتكم زواره ... خطط النوال غرائبا ورغائبا
أم من غدا خدن العلا وقرينها ... فظننت ذا عينا وهذا حاجبا
وجعل أبو العتاهية للعلا يداً إذ قال في مدح الرشيد:
بسطت لنا شرقاً وغرباً يد العلا ... فأوسعت شرقياً وأوسعت غربياً
وأكثرهم يجعل المجد بناء يسقفونه بالممدوح أو يجعلونه رداء وإزاراً له، قالت الخنساء في صخر:
وإن ذكر المجد ألفيته ... تأزر بالمجد ثم ارتدى
وقال أبو فراس الحمداني في رثاء جابر بن ناصر الدين:
لما تسربل بالفضائل وارتدى ... برد العلا واعتم بالإقبال
وقال الإمام السبكي وقد جعل للمعالي أذيالاً يجرها بنو النجار فخراً بالنبي:
نزلت على قوم بأيمن طائر ... لأنك ميمون السنا والنقيبة
فيا لبني النجار من شرف به ... يجرون أذيال المعالي الشريفة