للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أقدارهم عنها وبعد طباعهم منها، ونفورها عنهم واقشعرارها منهم).

أما الفرزدق فيرى مؤهلات المجد في عزة النفس وكثرة العدد:

لنا العزة القعساء والعدد الذي ... عليه إذا عد الحصى يتخلف

ويرى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب أن الإسلام هو العيش العالي، ولو أصيب في سبيله بما أصيب، فهو القائل عندما قطعت رجله في غزوة بدر، وتوسد قدم النبي عليه السلام:

فإن يقطعوا رجلي فإني مسلم ... أرجى به عيشاً من الله عاليا

وألبسني الرحمن من فضل منة ... لباسها من الإسلام غطى المساويا

ويرى الإمام علي كرّم الله وجهه أن مطالب العلا كثيرة، وتستلزم بذل المال، وحسن الخلق، والاعتصام بالله وحده، وشكر نعمه، وكذلك العلم والسفر فهو القائل:

ونافس ببذل المال في طلب العلا ... بهمة محمود الخلائق ماجد

وبالله فاستعصم ولا ترج غيره ... ولا تك في النعماء عنه بجاحد

ويقول:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمو ... على الهدى لمن استهدى أدلاء

ويقول:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج غم واكتساب معيشة ... وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الأسفار ذل ومحنة ... وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من مقامه=بدار هوان بين واش وحاسد

ويرى البارودي كل شيء محبب في سبيل المعالي:

ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محبب

أما شوقي فيتخذ عزة النفس والإباء سلماً لطلب العلا:

ينال العلا من لا يرى في سبيلها ... رضاء يخسف أو قعودا إلى حكم

أأقبل أن يستعبد الضيم مهجتي ... وما خلقت إلا قضاء على الضيم

والعلم في نظر الشيخ طنطاوي جوهري هو مذهبه في المعالي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>