للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سوداء. . وإن له أذناً قصيرة وله (في رعدة) عينان متوهجتان! إن شيئاً ما في منظره. . أكاد أموت من الفزع عند تذكره!.

الدجاجة: (تدفعه. . وتقول بحدة) كم أنا خجلة منك! ولن أحبك بعد!. كيف تحمل الوجه الذي يقول لي إنك خائف؟ أنت؟! بعرفك الأحمر المشرشر كأنه قمة برج قلعة، ومنقارك الأسود اللامع كأنه حجر ثمين، وساقيك الزرقاوين، وأظفارك التي هي أشد بياضاً من أزهار السوسن، ولونك الذي يشبه الذهب المجلو. . أنت؟! يا جبان!

الديك: (بتلطف) أنه حلم مفزع. . يا عزيزتي!

الدجاجة: حلم؟ وأنت مرتاع من حلم؟! إن كل ما بك هو سوء هضمك!. يحلم الرجال أحياناً بدببة سوداء وثيران كالحة، وأشباح حالكة تلاحقهم. . والديكة تحلم بالكلاب: صغيرة وكبيرة. . و. . (باحتقار) بالوحوش الحمراء التي تريد أن تنهشها حتى الموت!. . و. . (في تأثر) لا ينقص الرجال والديكة غير جرعة من الدواء!.

الديك: مغتماً. . وتعتقدين هذا حقاً؟

الدجاجة: نعم!. . وعندما نهبط من هذا المثوى. . ستتجرع واحدة. . وإلا فإنا أراهن على بنسين إن لم ترقد من الحمى أو البرداء التي ستفضي بك - على أي حال - إلى الموت.!

الديك: (منتفضاً في اضطراب). . الموت؟

الدجاجة: (مؤكدة) لابد أن تزدرد واحدة من الديدان أو اثنتين ثم بلعة من هذا النبات أو ذاك. . تسرع إلى تجرعه أنى تجده في الحظيرة. . وتبتلعه جيداً. . (يئن الديك ثانية) يا رفيقي أبتهج بربك. . ولا تروعنك الأحلام!

الديك: يا دجاجتي الحبيبة! جميل جداً أن تسخري من هذا الحلم وتهونيه، ولكني قرأت مرة قصة رجلين كانا نائمين معاً في الليل قبل أن يبدأ رحلة. . ورأى أحدهما في منامه شخصاً يقبل ويأخذ مكاناً بجوار سريره. . ويقول له: (إذا سافرت في الغد فإنك غارق لا محالة. . وهذا كل ما أقوله لك). .

فأيقظ صاحبه، وأفضى إليه بذات نفسه. . ولكن صاحبه يقول له أنه لا يعبأ بالأحلام، ثم سافرا. . وبغتة وبلا سبب تنقلب السفينة، ويغرق صاحبنا!. . هذا حق وحقيقة!

الدجاجة: لا تفكر في هذا بعد الآن!

<<  <  ج:
ص:  >  >>