الديك:(بحنان) يا رفيقتي! إن من أجلك أن أحزن هكذا. فإني عندما أتملى هذه الحمرة القرمزية حول عينيك. لا أستطيع أن أتحمل مجرد التفكير في الموت، والبعد عنك!. لكم أنت حبيبة!
الدجاجة: أنه الفجر!. ومن عدانا غارق في سباته. . .
الديك: يا لله. . حقاً ما تقولين.
يخفق بجناحيه ويصيح عالياً. . ثم ينزل هو والدجاجة من القن. . وكذلك باقي الدجاجات. . يتبختر الديك في مشيته، ويعدو عابساً كأنه أسد. . . مختالاً كأنه أمير! يخطر على أطرافه لا تكاد تمس الأرض قدماه!
وبينما هم كذلك يزحف الثعلب. . ويربض مستخفياً بين الأعشاب. . ثم تخرج الدجاجات واحدة بعد الأخرى. . ويخرج الديك وحيداً في خيلائه باحثاً - في كبرياء - عن القوت. . وعلى حين غفلة يلمح الثعلب. فيجري بعيداً في صياح. . ولكن الثعلب يبرز من مكمنه. . ويتحدث إليه في رقة.
الثعلب: أوه. . لا تجر بعيداً. . أوه! أنا آسف إذا كان انزعاجك بسببي. . وإن من المؤلم أن أراك هارباً كأنك خائف!. إني لم أجيء لأسمع ما يجري بينكم، أو لأتجسس عليكم. . ولكن (في سرور) لأسمع صوتك الشجي!.
الديك:(متوقفاً. . ولكن على مسافة آمنة من الثعلب) لتسمع صوتي؟!
الثعلب: نعم صوتك! وإن كان من قول. . فإن لديك حاسة موسيقية لا يتمتع بها أي موسيقي سمعته. . إن صوتك أشبه بصوت ملاك من السماء.
الديك:(شاكراً. مقترباً). . أتعتقد هذا؟
الثعلب: أعتقد هذا؟! (في حديث ودي) إن أباك بارك الله روحه - وأمك كانا في منزلي. . وكان يسرني أن يكونا هناك. . ومع استثنائك أنت أستطيعأن أقول إني لم أسمع شخصاً يغني كما كان أبوك في الفجر. .
. . يا إلهي! لقد كانت موسيقاه تنبعث من الأعماق!. . لقد كان يقف على أطرافه ويمد عنقه، ويجهد نفسه ليخرج ذلك الصوت الرقيق إلى أن تغمض عيناه من الجهد!. .