كأنه ليث الشرى المفترس ... لا سي إن أرخى عنان الفرس
وصالت الأفيال للأفيال ... في حومة القتال والجدال
ابتدرت أمامها البيادق ... تسعى فمنها سابق ولاحق
وبارز الشاه أخوه الفرز ... وانهتك الستر وزال العز
وميز الغالب بالتأييد ... وبان فضلل باعه المديد
وأقبل النصر من الإله ... وأنفصل الحرب بموت الشاه
ولا أنكر أن إقامته في مصر صقلت شاعريته ورققت من حواشيه، بيد أن هذه الإقامة كانت مقتصرة على إظهار الولاء والمحبة للمضيف الكبير الذي أغدق على ضيفه الشاعر المنح الكثيرة والأعطيات، وكان جل هم الشاعر في مصر أن يوسع آفاق علومه ومعارفه، ويتعرف إلى أكبر عدد ممكن من أرباب هذه الصناعة، أعني صناعة الشعر والفن، وكان الوالي التركي يلح في طلبه ليثأر منه جزاء وفاقاً لما أحدثته أشعاره من دعاية موفقة للفاتح المكتسح الذي دانت له سلطة البلاد التي غزاها طوال هذه المدة.