للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو بمجد الحياة أو بسماح ... أو بحلم أو في علا ثهلان

هم ذوو النور والهدى ومدى ... الأمر وأهل البرهان والعرفان

وهو الذي جعل النبي كالجبل الأشم، ورهطه كالكواكب العالية، وكذلك أمير المؤمنين المهدي وأهله من أصحاب المعالي لأنهم ورثة النبي الكريم:

وما قارع الأعداء مثل محمد ... إذا الحرب أبدت عن حجول الكواعب

فتى ماجد الأعراق من آل هاشم ... تبحبح منها في الذرى والذوائب

أشم من الرهط الذين كأنهم ... لدى حندس الظلماء زهر الكواكب

وإن أمير المؤمنين ورهطه ... لأهل المعالي من لؤي وغالب

أولئك أوتاد البلاد ووارثو ... النبي بأمر الحق غير التكاذب

ويجري أبو العتاهية في هذا المضمار إذ يرى الزهادة سبيل المجد:

دعني من ذكر أب وجد ... ونسب يعليك سور المجد

ما الفخر إلا في التقى والزهد ... وطاعة تعطي جنان الخلد

لا بد من ورد لأهل الورد ... إما إلى ضحل وإما عد

والفضائل وحدها هي عدة المعالي كما يرى الطغرائي بقوله:

أبى الله أن أسموا بغير فضائلي ... إذا ما سما بالمال كل مسود

ولقد قال أحد الخلفاء:

(لأن يضعني الصدق وقلما يضع. . . أحب إلى من أن يرفعني الكذب وقلما يرفع)

وللطغرائي مكانة لامعة بين أصحاب المعالي، حتى أنه ليجعل للعلا حديث صدق، وهو العامل بما تمليه عليه من انتقال وحركة، ففيهما العز، وليس ببعيد على من ولى الوزارة بمدينة إربل أن يأتي بهذه المعاني السامية التي تتدرج بها لامية العجم المشهورة إذ يقول:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيراً، ومجدي أولاً شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها، ولا ناقتي فيها ولا جملي

ومنها:

حب السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل

<<  <  ج:
ص:  >  >>