إن العلا حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أن العز في النقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ مني ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
ومنها:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لم أرتض العيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عجل
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
ومنها: تقدمتني أناس كان خطوهمو ... وراء خطوي لو أمشي على مهل
علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فهذا رجل أصيل من أصحاب المعالي، فحسبه أن يحفل بالشمس والحمل وزحل ليتخذ من كل ذلك درعاً للحياة النشيطة العاملة، فعرف قدر نفسه وصانها عن كل رخيص دون. وأمتطي الأمل الفسيح في سبيل الارتفاع، ولم يتخاذل حينما رأى مندونه يتقدمه في مدارج الحياة.
وليس بلوغ المعالي رهين العجلة، فقد يكون التأني سبيل السبق وذلك كما يرى شاعر قديم:
من لي بمثل سيرك المذلل ... تمشي رويداً وتجى في الأول.