أبياتاً من قصيدة للشاعر الفقيد فأقض مضجعه وآلم روحه بما أرتكبه فيها من تكسير وتشويه!!
والأبيات تنتهي بهمزة مكسورة، فبلغت الجناية مبلغها حينما كان يقلب القافية على أوجه الإعراب المختلفة من رفع ونصب وجر.
ومما قاله ذلك الخطيب أن الشاعر مات ولم يحن حينه (بفتح الحاء) يقصد أنه مات في شبابه قبل الأوان. . وكنت أغض عن هذه الزلات لولا أننا في ندوة شعراء يقصدها الناس ليستمعوا إلى ما يلقى فيها وقد يأخذون عن أصحابها.
ومن تلك الزلات أن الأستاذ خالد الجرنوسي أثنى على الشاعر الكبير السيد حسن القاياتي الذي كان (ضيف الشرف) في الندوة، فخاطب الحاضرين قائلاً عنه: هذا الماثل أمامكم ولم يكن السيد القاياني واقفاً بل كان جالساً على كرسي. .
وتكلم مدرس بكلية أصول الدين، قدم على أنه سيعقب على الندوة فقال إن مشاركة الآنسة روحية قليني في الندوة تذكر بالشاعرة (الفحلة) الخنساء. . والفحولة هي الذكورة، بل الذكورة العارمة، وقد استعملت مجازاً في الشعر لدلالتها على القوة والاقتدار، فهل يستساغ أن توصف بها الأنثى؟ على أن وصف الشاعر بأنه فحل أصبح غير مقبول في الذوق العصري.
وكنت أود أن يؤثر شعراء الندوة حسن الذوق على رغبتهم في إلقاء ما أعدوه في مباهج الصيف، فإما أن يجعلوا الندوة كلها في الرثاء أو يكتفوا بما تيسر منه ويفضوها. .
ولكن يظهر أن تلك الرغبة عارمة في نفوسهم، فاستسلموا لشهوة الإلقاء، وجانبوا ما يليق، فراحوا يتحدثون عن البحر والأمواج والجمال والأزهار والتفاح والرمان. .
رحم الله الفقيد وغفر لإخوانه الشعراء.
أدباء الثقافة بوزارة المعارف:
في الإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف طائفة من الأدباء بعضهم من المعروفين لجمهور القراء بأقلامهم وإنتاجهم وبعضهم متأدبون ذوو ثقافة واطلاع. وهم هناك في وضعهم الملائم من حيث قدرتهم وخبرتهم وثقافتهم التي تتطلبها أعمال الإدارة في الشؤون الثقافية المختلفة، فهناك مثلاً من يقرؤون الكتب التي تقدم للتقرير في مكتبات المدارس لإبداء