للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرأي في صلاحها لهذا العرض، وهناك من يترجمون الكتب التي يقع عليها الاختيار، وهناك من يحررون السجل الثقافي الذي يصدر سنوياً مبيناً نواحي الثقافة العامة في البلاد المصرية معرفاً بما يصدر فيها من مؤلفات ومترجمات وما بها من جمعيات وأندية ومعارض ومتاحف. الخ

وقد تولى الإشراف على هذه الإدارة منذ إنشائها أساتذة من كبار الأدباء، منهم طه حسين وأحمد أمين وفريد أبو حديد، والأول هو منشئها وصاحب فكرتها، وقد اختير لها في أوائل هذا العام الدكتور سليمان حزين بك الذي كان أستاذاً للجغرافية بجامعة فاروق، وهو وإن لم يكن معروفاً بإنتاج أدبي إلا أنه في السنوات الأخيرة شارك في النشاط الثقافي العام بأحاديثه وتعليقاته في الإذاعة وبعض الأبحاث الأخرى.

ومن المعروف أن الأعمال الأدبية والثقافية تحتاج إلى مزاج رائق وراحة شعورية موفورة، فأهلها يستهلكون أعصابهم ويعتصرون أفكارهم.

لهذا جرى الأمر في إدارة الثقافة على أن يتاح لموظفيها الفنيين شيء من الحرية في مواعيد الحضور والانصراف وخاصة أن بعضهم تقتضي طبيعة عمله انتقاله إلى هنا أو هناك للاتصال بالهيئات الثقافية، ومنهم من يؤثر إنجاز ما لديه في منزله.

وبعض الناس حينما يرون ذلك يظنون أن أولئك الموظفين لا عمل لهم. . وقالت بعض الألسنة الطويلة إن إدارة الثقافة (تكية) للأدباء! وقد زين لكثير من المدرسين أن يلجئوا إليها فأرهقوا الوزراء والكبراء بطلب الوساطات. .

ويظهر أن الدكتور سليمان حزين بك مدير الثقافة العام، تأثر بتلك الأقاويل. . ويظهر أيضاً أن بالقرب منه موظفين تقصر بهم الأسباب الطبيعية دون الغايات المرموقة فيحاولون أن يصطنعوا أسباباً أخرى من الملق والإيقاع بمن ينفسون عليهم. . . زين هؤلاء للدكتور حزين أن يغير الوضاع المألوفة في معاملة الفنيين، واستغلوا في ذلك رغبته في أن ينفي عن الإدارة ما ترمي به من التقصير ومما يدل على هذه الرغبة قوله: أنه يريد أن يغير سمعة الإدارة إلى النقيض حتى لا يرغب فيها المدرسون، فيخف الضغط على الوزراء!

وعلى ذلك جعل الدكتور حزين بأخذ أدباء الثقافة بالشدة ويعاملهم بالحرفية في مواعيد الحضور والانصراف وأتخذ في ذلك وسائل جاوز فيها عماله المدى اللائق، فقد حدث مثلاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>