للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رأيت العز في أدب وعقل ... وفي الجهل المذلة والهوان

وما حسن الرجال لهم بحسن ... إذا لم يسعد الحسن البيان

كفى بالمرء عيباً أن تراه ... له وجه وليس له لسان

ونفطويه يجمع بين لسان العرب ودين الإسلام:

سبيلي لسان كان يعرب لفظه ... فيا ليته في موقف العرض يسلم

وما ينفع الأعراب إن لم يكن تقي ... وما ضر ذا التقوى لسان معجم

وسلم الناس إلى المجد في العصر الحديث هو العلم كما يقول شوقي:

كل يوم آية دلت على ... أن للعلم القوى والغلبا

لو بنوا فوق السها مملكة ... لوجدت العلم فيها الطنبا

سلم الناس إلى المجد إذا ... طلبوا سلمه والسببا

أما أبو تمام فيرى أن المعالي من غير شعر كالأرض لا معالم فيها:

وإن العلا ما لم ير الشعر بيتها ... كالأرض غفلاً ليس فيها معالم

وما هو إلا القول يسري فيغتدي ... له غرر في أوجه ومواسم

ويرتفع المتنبي بالشعر فوق الجبال، ويطير به عبر البحار إذ يقول:

قواف إذا سرن عن مقولي ... وثبن الجبال، وخضن البحارا

ويقول عن شعره أيضاً:

إن هذا الشعر في الشعر ملك ... سار، فهو الشمس والدنيا فلك

ومن طلب المعالي فليشمر لها وليسهر الليالي، هكذا يرى عبد الله فكري:

إذا نام غر في دجى الليل فاسهر ... وقم للمعالي والعوالي وشمر

وخل أحاديث الأماني فإنها ... علالة نفس العاجز المتحير

ولن تحط الأحداث من قدر رجل عالي الهمة كمحمود صفوت الساعاتي إذ يقول:

ماذا تريد الحادثات من امرئ ... من جنده الشعراء والأمراء

دعها تمد كما تريد شباكها ... فلربما علقت بها العنقاء

ومنها:

أتحط قدري الحادثات وهمتي ... من دونها المريخ والجوزاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>