وأرتاع الفتى للصرخة الخافتة وسقطت من يده قطعة اللحم وهوت من بين أنامله، لا إلى الأرض كما ظن وإنما إلى بطن القطة الجميلة المدللة!
وفجأة. . . ماءت القطة مواءاً مرعباً، واهتزت في مكانها اهتزازاً فظيعاً، ثم سقطت إلى الأرض جثة هامدة لا حس فيها ولا حركة!
وأنتفض العم إبراهيم في سريره، وتشنجت أعصابه، وشحب وجه الزوجة واستحال لونه إلى مثل صفرة الأموات. . . وجمدت نظراتها المذعورة على وجه الفتى وهو يقهقه قهقهة مدوية هستيرية!. ثم تمالك سليم نفسه وتنفس الصعداء، ومال على أذن عمه يهمس بصوت مسموع وهو يرمق زوجة عمه بنظرة عتاب مرة، ساخرة - الحمد لله يا عم إبراهيم. . لقد كتب لي اليوم عمر جديد بفضل القطة الجميلة!
ولم تحتمل زوجة العم أكثر مما تحملت في خزي وفشل وهذه جريمتها قد انكشفت بهذا الشكل الفظيع الذي لم تكن تتوقعه، فدفعت كرسيها إلى الوراء بقوة وعصبية، وأسرعت إلى مخدعها لتكتب قصاصة من الورق تعلن فيها فرارها بعيداً عن مسرح جريمتها الفاشلة. .
وفيما هي تعد حقيبتها وتكدس فيها ملابسها، شعرت بظمأ شديد يكاد يفطر لسانها ويحرق كبدها، فأسرعت إلى قنينة الماء التي اعتادت أن تضعها إلى جوار فراشها، وتجرعت منها جرعة كبيرة. .
وحين أرادت أن تعود لتستأنف إعداد حقيبتها شعرت بالضعف يدب في ساقيها، وأحست بألم فظيع يقطع أحشاءها، وانعقد لسانها وهي تحاول أن تطلق من صدرها صرخة مدوية تعبر عن فزعها وهي ترى بعينيها قبرها المظلم يسرع نحوها فاغراً فاه لالتهامها!. . وسقطت إلى الأرض وهي جثة هامدة لا حس فيها ولا حركة!
وألقى الزوج نظرة احتقار على جثة زوجته الغادرة، فقد ظنها انتحرت بعد أن فشلت في قتل ابن أخيه العزيز، وربت على ظهر الفتى وهو يسلمه ثروته كلها!
ولم يدر العجوز الطيب القلب، أن ابن أخيه كان في تلك اللحظة يضغط بأنامله على زجاجة من نقيع السم، كان قد أفرغ محتوياتها في قنينة الماء التي عرف أن زوجة عمه قد