للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعتزون بالعنصر التركي وبالدم. هم الذين يصوغون دماء الرقيق ذهبا يتقاطر على تركيا. تركيا الخائنة لمصر وللشرق وللإسلام. تركيا حليفة الصليبيين في القرن العشرين.

إن الذين يعيشون هنالك في القصور على ضفاف البوسفور؛ حيث تجبي إليهم ثمرات العرق والكد والدماء من ضفاف الوادي. . . إن هؤلاء الذين يطعمون تركيا الخائنة لحم المصريين وعظامهم. وهم الذين يسقون تركيا الخائنة عرق المصريين ودمائهم

(ولقد آن لمصر أن تضع لهذا كله حداً. آن لمصر أن تمنع تسرب قرش واحد إلى تركيا الملعونة. الملعونة من المسلمين أجمعين. الملعونة من الإنسانية المنكوبة بالاستعمار في مشارق الأرض ومغاربها. الملعونة من الأرض والسماء إلى يوم الدين.

لقد آن أن تقول مصر لمن يعيشون في قصورهم هناك على ضفاف البوسفور. إما أن تعيشوا هنالك من كدكم وعرقكم، أو في ضيافة تركيا التي تعتزون بها وتنتسبون إليها. وإما أن تعودوا إلى مصر التي تطعمكم وتسقيكم. فمصر لم تعد أمة من العبيد. ولن تكون يوماً أمة من العبيد.

إن العالم الإسلامي كله يتحفز للوثبة الكبرى. وإن الكتلة الإسلامية كلها لتتأهب للظهور على المسرح العالمي، لتمسك بيدها ميزان التعادل والتوازن. فلتلهث تركيا وهي تعدو في ذيل القافلة: قافلة الاستعمار وقافلة الصليبية. وليركلها العالم الإسلامي بقدمه القوية. فتركيا الصغيرة لم تعد ذات وزن في كفة الميزان. لقد اختارت لنفسها أن تلهث وراء القافلة. فلتلهث. وليلهث معها المتمصرون والمتتركون. . ولكن لتعرف مكانها، ولتعرف عنوانها. . إنها. . إنها تركيا الصغيرة!

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>