للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ظل هذه الراية النورانية. راية النصر والعزة والاستعلاء.

وفي ضجة المعركة الفاضلة الأخيرة. وفي عجيج الموقعة التي تحول سير التاريخ. وفي اندفاع السيل المتدفق الفوار. .

في ثنايا هذا كله تتسلل من الصف ثعلبة غادرة، وتتخلف عن الميدان قطة لئيمة، وتتوارى عن الجمع فأرة حقيرة. . إنها. . تركيا الصغيرة!

تركيا وحدها دون بقية العالم الإسلامي كله، تركيا وحدها هي التي تطعن مصر في ظهرها، وتتخنس مع أعداء الشرق، وأعداء الإسلام، وأعداء الإنسانية. تركيا وحدها هي التي تقبل اليد التي صفعتها والقدم التي ركلتها. تركيا وحدها هي التي تنحني على الخنجر الذي مزق أوصالها وأجهز على (الرجل المريض)!

ويطير أمين جامعة الدول العربية إلى تركيا ثم يعود ليذيع البشرى على العرب بعودة تركيا إلى راية الإسلام وصفوف المسلمين. . ثم إذا تركيا هذه في مجلس الأمن تعانق إسرائيل!

وتعلن مصر تحطيم النير الذي يشد عنقها إلى عجلة الإمبراطورية الفانية. ويخرج شعبها يهتف للحرية، ويتنفس الصعداء. . ثم إذا تركيا هذه تحتج على هتاف الحرية من المصريين!

وتتجمع الصليبية ممثلة في أمريكا وإنجلترا وفرنسا، فتتآمر على مصر المسلمة في صورة الدفاع المشترك، وترسل بسفرائها الثلاثة يحملون نتائج المؤامرة اللئيمة. . فإذا هم ثلاثة رابعهم كلبهم يحمل نفس النتائج!

وإنها تركيا. . تركيا التي تستكثر على مصر أن ترفع رأسها، لأن الفلاحين العبيد لا يجوز أن يتحرروا. . هذه هي العقدة الحقيقية في نفس تركيا! والعقدة الأخرى هي الإيمان بأوربا والكفر بكل ما هو شرقي، وكل ما هو إسلامي، منذ أيام الانقلاب!

إنها تركيا. . تركيا التي ما إن تصاب بكارثة أو زلزال حتى تتدفق عليها الأموال والتبرعات من هنا. من المتمصرين الذين يعيشون في مصر، ومن خير مصر، ومن دماء مصر، وهواهم مع تركيا، واعتزازهم بالعنصر التركي وبالدم التركي!

إن هذه الأموال التي تتدفق من مصر لهي دماء المصريين الكادحين، مقطرة ومكثفة ومبلورة. فأما (الفلاحون) فهم الفلاحون. هم العبيد. هم رقيق الأرض. وأما السادة فهم الذين

<<  <  ج:
ص:  >  >>