شيئا. . ولليل والنهار وهما ردفان. . وجليس الملك عن يمينه يشرب بعده ويخلفه إذا غزا. . الخ (القاموس المحيط)
وقال القاموس أيضا الردف في الشعر حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروي ليس بينهما شيء.
وسكت كل من فريد وجدي والبستاني في دائرتيهما عن ذكر اصطلاح الردف أو الرديف في الشعر.
ومما يجدر الإشارة إليه أن الأدبيين التركي والفارسي يفرقان بين الردف والرديف. فالشعر (المردف) بفتح الدال اصطلاحا هو غير الشعر (المردف) بتشديد الدال، وقد عالجنا الأخير في هذا المقال.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن الشعريين التركي والفارسي يختلفان عن الشعر العربي حتى في الردف. فقد جوز العرب الردف في حرفي الواو والياء، ذاهبا إلى صحة القافية بين (الفعيل) و (الفعول). مثال ذلك ما قاله المتنبي في رثاء محمد بن إسحاق التنوخي في قصيدة مطلعها:
إني لأعلم واللبيب خبير ... أن الحياة وإن حرصت غرور
فجعل كلا من الملمات (خبير، غرور، بصير، نور، تسير، طور. . الخ) قافية لقصيدته. وهذا الاستعمال غير جائز في الشعريين التركي والفارسي إطلاقا.
والرديف في اصطلاح شعراء الترك والفرس لفظ يتكرر في نهاية كل بيت من الشعر. فهو عبارة عما تلا حروف الروي من حروف أو كلمات في البيت مباشرة.
وعلى هذا الاعتبار فإن الرديف يتكون من حرف أو حرفين أو أكثر، أو من كلمة أو كمتين أو أكثر، إذ يكرر الشاعر أحيانا ربع البيت أو ثلثه كما يتبين من الأمثلة الآتية:
قالت الشاعرة التركية (فطنت):
غناي قلبه سبب دولت قناعت (ايمش
جهاندة جاي فرح كوشة فراغت (ايمش
ومعناه: أن من استغناء الفؤاد القناعة، ومن دواعي السرور في هذا الكون الانزواء إلى الخلوة!