وقال الشاعر الفارسي العظيم (عمر الخيام) في إحدى رباعياته:
آنان كه در آمدند ودرجوش (شدند
آشفته ناز وطرب نوش (شدند
خورنده نبياله ومدهوش (شدند
درخواب عدم جملة هم آغوش (شدند
وترجم هذه الرباعية إلى اللغة التركية نظما شاعر تركيا الأول وسفيرها السابق في الباكستان الأستاذ يحي كمال، مراعيا فيها قواعد الردف:
أونلر كه كلوب بودهره يرجوس (أولرق
أذواقه صار يلديلر قدح نوش (أورلرق
إبجد كلري باده لرله مدهوش (أورلرق
صوك أويقوبه والديلرهم آغوش (أولرق
بمعنى (هاج الذين غاروا في بحر السرة يشربون، مرحين مدهوشين، من كؤوس فناموا، وهم سائرون إلى الفناء، متعانقين.)
ولهذا الشاعر التركي غزل مردف مشهور، ننقل؟ إلى القراء بعض أبياته، ومنه يتبين أن الرديف يتكرر في نهاية الشطر الثاني من كل بيت من الشعر بخلاف مطلعه حيث يتكرر في شطريه:
آهسته جك كوره كلري مهتاب (أويانمسون
بر عالم خيله دالان آب (أويانمسون
آغوش نوبهارده خوا بيده درجهان
سورسون صباحي حشرة قدر خواب (أويانسمون
أي كل سكونه وارمابي أمرايله بلبلة
كلشندة مست ذوق أولان أحباب (أويا نمسون
ومعناه: (مهلا أيها الملاح لا تحرك مجدافيك سريعا فيهتز الماء اللجي الغارق في الخيال، فيوقظ ضوء القمر!
إن الكون تمثال رائع وقد ضمه الربيع البهي إلى صدره، فليتنا لم نتيقظ من سنة الكرى،