وليت الصبح أبد الدهر لم ينجل!
أيها الورد ناد البلبل يسكت، لكي لا يتنبه الأحبة وهم في الروض نائمون فرحين)
تلك أمثلة ذكرناها والرديف فيها متكون من كلمة واحدة، وإليكم هذا المثال وفيه الرديف كلمتان:
بنم تك هيج كيم زار وبريشان (أولمسون يا رب
أسير درد عشق وداغ هجران (أولمسون يا رب
يقول الشاعر: رب لا تجعل أحدا من الناس مثلي، يشقي في نار الفراق مضطجعا بآلام الغرام.
ويصادف أن يستوعب الرديف كل البيت باستثناء كلمة تترك للقافية، كما قال الشاعر:
صفا (ي عشقي كيم آكلير كيمكله سويلشه لم
وفا (ي عشقي كيم آكلر كيمكله سويشله لم
بمعنى من يفهم صفو الغرام! مع من نتحدث؟!. ومن يفهم معنى الوفاء في الغرام! مع من نتحدث؟!.
ومن النادر جدا استعمال مثل هذا البيت - الذي جرى مجرى المثل - في الشعر.
ولا يتسع المقال أن يسرد الأمثلة على الرديف الذي أصبحت الدواوين التركية والفارسية زاخرة، بل وأن الأشعار المردفة في هذين الأدبيين تفوق الأشعار غير المردفة عدا. والنوع الأول (أي المردف) أسهل نظما وأكثر تأثيرا على السامع من غير المردف. وأن نظم الشعر الخالي عن الرديف أصعب من نظم الشعر المردف. بيد أن المردف أكثر انسجاما، وأشد وقعا من حيث النغمات من غير المردف.
ولا يصادف هذا اللون من الشعر في الأدب العربي إلا ما ندر، بل وذهب البعض إلى أن الرديف غير وارد في الشعر العربي إطلاقا. فيذكر الشاعر التركي الشهير (نامق كمال) أن الرديف خاص بالشعريين التركي والفارسي دون الآداب الأخرى والى هذا يشير الدكتور طه حسين باشا قائلا: (إن الشعر العربي وحده، هو الذي يختص بالتزام قافية واحدة في القصيدة)
ولقد استشكل على البعض من الكتاب أمر التفريق بين الرديف والإيطاء، فخلطوا بينهما