خلطا عجيبا يكاد يذهب عن الردف جماله.
والإيطاء هو أن يتكرر لفظ القافية ومعناها واحد، كما قال امرؤ القيس في قافية - سرح مرقب - وفي قافية أخرى - فوق مرقب - وليس بينهما غير بيت واحد. .
ويلاحظ أن الإبطاء كلما تباعد كان أخف. وكذلك إن خرج الشاعر من موضوع إلى موضوع كأن يخرج من مدح إلى ذم. .
ومن الإيطاء قول ذؤيب:
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهمو ... فتخرموا ولكل جنب مصرع
ثم قال صفة الثور والكلاب:
فصرعنه تحت العجاج فجنبه ... متترب ولكل جنب مصرع
فكرر ثلث البيت. . . ولو أن الشاعر كان قد التزم القافية في موضعي (فتخرموا) و (متترب) لعددنا (ولكل جنب مصرع) رديفا.
وإذا اتفق الكلمتان في القافية واختلف معناهما لم يكن إبطاء. وقال الفراء يواطيء الشاعر عن عي. وإذا كرر الشاعر قافية للتصريح في البيت الثاني لم يكن عيبا. نحو قول امرئ القيس:
خليلي مرابي على (أم جندب
ثم قال في البيت الثاني: لدى (أم جندب
والواقع أن هذا المثال الأخير لا يخرج عن كونه حالة من حالات الرديف. إذ ينبغي أن نعتبر كلمتي (أم جندب) رديفا.
ويقرب من هذا ما قاله توبة مخاطبا بعل ليلى الأخيلية:
لعلك يا تيسا نزا في مريرة ... تعاقب ليلى أن تراني (أزورها
على دماء البدن إن كان بعلها ... يرى لي ذنبا غير أني (أزورها
وهذه قطعة مترجمة من شعر الشاعر الأزدي الكبير (محمد إقبال) مردفة في الأصل. وقد حافظ المترجم في نفس الوقت على رديفها في العربية:
أخلقن دنياك كي تحيا بها ... سر هذا الكون بالحق (الحياة)
هي في الحرية بحر زاخر ... وغدير في حمى الرق (الحياة)