تختفي في الطين سرا وترى ... بقوى التسخير والخلق (الحياة)
هي في الغافل ترب هامد ... وهي في اليقظان سيف جاهد
وفي هذا يقول الدكتور عبد الوهاب عزام بك في هامش المقال الذي نشره في العدد الأول من مجلة الثقافة حول الأدب الهندي الإسلامي:
(إن شعراء الفارسية والأردية يجيزون أن تكرر كلمة واحدة في آخر الأبيات ويسمونها رديفا، ولكنهم يلتزمون قبلها قافية. فالحياة في الأبيات الثلاثة رديف، والقافية في الكلمات التي قبلها).
وينبغي اعتبار الضمائر التي تلحق بأواخر الأبيات في الشعر العربي رديفا كما يتبين من هذه الأمثلة:
قال المعري في لزومياته:
مل المقام فكم أعاشر أمة ... أمرت بغير صلاحها أمراؤ (ها
ظلموا الرعية واستجازوا كيدها ... فعدوا مصالحها وهم أجراؤ (ها
فهنا ينبغي أن نعتبر (ها) في نهاية الأبيات رديفا.
وقال سالم بن وابصة:
لعمرك ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وهنا ياء المتكلم رديف. . وفي المثال الآتي الضمير (نا) رديف. . وهو من شعر بشامة النهشلي
إنا محيوك يا سلمى فحيينا ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
وإن دعوت إلى جلى ومكرمة ... يوم سراة كرام الناس فادعينا
وإلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي يعجز المقال عن ذكرها. . .
ويشير الأستاذ محمد مهدي البصير إلى نوع من الشعر المردف اخترعه البغداديون لسرد الحكايات والخرافات يسمى بـ (الكان وكان) وهو نوع من الشعر العامي قافيته مردوفة دائما. . . وقد تطور حتى نظمت به الحكم والمواعظ ولكنه ظل محافظا على صبغته العامية إلى أن انقرض. . .