ومهما يكن من أمر فإن العرب كما سبق لم تستعمل في أشعارها الرديف إلا نادرا جدا. إذ يصعب على المحقق الباحث أن يعثر في الدواوين الشعرية على أمثلة وافية من الشعر العربي المرد وف. . أما الأمثلة التي أتينا بها في هذا المقال وغيرها من الأشعار المردفة إنما وردت على لسان شعراء العرب عرضا من غير قصد. . هذا بعكس ما عليه الأمر في الشعرين التركي والفارسي، فإن الأشعار المردفة فيهما كثيرة. بحيث أنك لا تجد شاعرا من شعرائهما إلا وقد استعمل هذا اللون من الشعر في ديوانه.
ولا يخفى لما لهذا النوع من الشعر من اللطافة والجمال والحلوان ما لا نتذوقه في غيره من أنواع الشعر، فنرى القارئ ينجذب إليه بقوة السحر الذي يتجلى في سلاسة ألفاظه وسهولة تراكيبه، ولذا يفضل الكثيرون من شعراء الترك والفرس نظم الأشعار المردفة. وقد شاع استعمال هذا اللون من الشعر في الغزل أكثر من شيوعه في باقي الأغراض.
ولا غرابة في أن نعثر في آداب الأمم الأوربية على أمثلة لهذا النوع من الشعر، لا نشك في أن شعراءهم قد أقتسبوها من الشرق. وخير مثال نورده هنا القصيدة الإنكليزية التي مطلعها:
- '
وهي من نظم الشاعر المعروف (توماس أوبزبرن). ويلاحظ هنا أن الشاعر كلمة (لاند) في آخر الأبيات رديفا، والتزم في الكلمات التي قبلها قافية. .