وغيره من الآداب، لا تنكر حدوث ذلك، وفوق هذا، فإن، فإن العبقرية غلابة على السن والجنس والنوع، فليس من لوازمها أن يكون العبقري شيخاً، ولا من مانعها أن يكون رجلا لا امرأة، أو مصرياً لا فرنسياً. . . ذلك لأن العبقرية كما قلنا لا حدود لها من سن، أو جنس، أو نوع.
رحمك الله يا صالح. . . إنها لخسارة فادحة حلت بالأدب العربي، كم أدمت من نفوس، كنت موضع آمالها، وقبلة مناها، وكم حطمت من أفئدة، كنت ساكن سويدائها، ورب هواها. . .
ولئن كانت حياتك مثلا من الصدق والانطلاق، لقد كان موتك ضربا من العبر التي لا تكرر في كل حين ولكنها - إلى قلتها - خالدة وصفحة باقية، جذبت إثرها من كتاب التاريخ صفحات،. . . ولن يجد قائل ما يرثيك به خيراً من قولك أيها الفنان:
مات فرد ممن شدا الحق فيهم ... (أنتم الناس أيها الشعراء)