عمرو العلا ذو الندى من لا يسابقه ... مر السحاب ولا ريح تجاريه
وفي الهجاء يقول الحطيئة للزرقان بن بدر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وفي الحكم يقول الهذلي:
تا لله يبقى على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس
وفي المال يقول الحافظ:
تباً لمن آتاه رب العلا ... مالاً ولم يرزقه إنفاقا
فالمال كالآل متى لم يكن ... يبين الإنفاق إشراقه
وكان في العرب رجل اسمه (أنف الناقة) نسبت إليه قبيلته لأنه سيدها وهو جعفر بن قريع، وكان كل فرد في هذه القبيلة عرضة للسب والتسيير حتى قال الحطيئة فيهم قوله:
قوم إذا عقد عقداً لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
قوم هموا الأنف والأذناب غيرهموا ... ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا
عند إذ جعلوا يفخرون، وإذا سأل أحدهم عن نسبه لم يبدأ إلا بقوله:
أبن أنف الناقة. وقد كان يغضب إذا ذكر
وفي المدح يضع زهير بن أبي سلمى هرم وقومه فوق الشمس:
لو كان يعقد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
وقالت بنت لبيد تمدح:
أشم الأنف أصيد عبشمياً ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركبا عليها من بني حام قعودا
وكان الأصمعي وأبو عبيدة يقولان (عدي بن زيد في الشعراء بمنزلة سهيل في النجوم يعارضها ولا يجري معها مجراها. .)
وعدى هذا هو القائل:
نحن كنا قد علمتم قبلكم ... عمد البيت وأوتاد الإصار
ويقول ذو الإصبع يرثي قومه:
لهم كانت أعالي الأرض ... فالسران فالعرض