ولا أقول شكا من كان يعشقه ... إن الشكاة لمن تهوى هي اليأس
ولا أبوح بشيء أكتمه عند الجلوس إذا ما دارت الكأس ونسبتها إلى فضل بل هي إلى الشاعر العباسي علي ابن الجهم حسب ما قرأها في الجزء الثاني من كتب المنتخب. .
وأقول أنا (بأن لدى نسخة من ديوان علي ابن الجهم) بتحقيق صديقنا معالي العلامة الشاعر خليل مردم بك سكرتير المجمع العلمي العربي بدمشق ووزير الشام المفوض فوق العادة ببغداد الآن فلم أعثر على الأبيات المذكورة آنفا في الديوان، وهو ديوان بذلت في سبيل إخراجه على هذه الصورة جهود لا تنكر، ولا أخال أن تلك الأبيات إلا لعباس بن الأحنف الشاعر الغزل المشهور لأنها أقرب لعاطفته، ورغم ذلك فهل في الباحثين من أدباء العرب من يعرف نسبة الأبيات المذكورة فيرشدنا لها وله منا ألف تحية وإعجاب؟!
٤ - غنوة وغنية:
أخذ الأستاذ الفاضل عبد الفتاح الجزار من إلصاقية في العدد ٩٥١ من مجلة الرسالة الغراء بأن كلمة (غنوة) لا تدل على الاكتفاء واليسار ولكن كلمة (غنية) بالضم هي التي تدل كما في مختار الصحاح، وإيضاحا لذلك التنبيه أود أن ألفت نظر الأستاذ الجزار إلى كلمة وغنية وغنوة هما في معنى واحد وهذا هو الدليل. .
جاء في الصفحة (٣٧٤) من لسان العرب لمؤلفه ابن منصور الأندلسي المتوفى سنة ٧١١هـ. وهو أقدم مؤلفي المعاجم بعد ابن دريد صاحب (الجمهرة) المتوفى سنة ٣٢١ الذي يعد أقدم من وضع المعاجم في العربية، مادة (غنا) ما يلي:
استغنى الله سأله أن يغنيه قال وفي الدعاء اللهم إني أستغنيك عن كل حازم وأستعينك على كل ظالم، وأغناه الله وغناء (التشديد) وقيل غناه في الادعاء وأغناه في الخير والاسم بالسكون أيضا والغنيان وتغانوا أي استغنى بعضهم عن بعض قال المغيرة بن حيناء التميمي:
كلانا غنى عن أخيه حياته ... ونحن إذا فتنا أشد تغانيا
واستغنى الرجل أصاب غنى
وجاء في الصفحة ٢٧١ المجلد العاشر من (تاج العروس) للسيد محمد مرتضى، الزبيدي المتوفى سنة ١٢٠٥ هـ مادة (غنوة).