للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجلست؛ وفاجأني قائلا: - هل تعرف اسمي؟ اسمي شريف قد ورثته عن أبي الذي ورثه جدي. فقلت اسمك شريف؟ فهذه مصادفة جمعت بين اسمك وعملك - فعملك اللصوصية والسرقة واسمك شريف، فأنب إذن لص شريف؟ واسم المرأة أمك أو زوجتك مريم كل هذا. . . فقاطني قائلا - اعلم أنني سليل بيت عريق لم تقدر البشرية حسناته نحوها. واعلم انك أصبت بأنني (لص شريف) وستخلد الأيام اسمي كما اخلد ذكرى والدي وجدي العظيم. سترى صورته هنا في القاعة المجاورة وسترى مدى الشبه بيني وبينه، وإذا كنت أميل إلى الأخذ من الأغنياء لأعطي الفقراء - وهو ما كان يفعله جدي ووالدي - فإن أخوتي جميعا يميلون لمثل هذا العمل أيضا - إننا لصوص شرفاء أباً عن جد - ونحن مازلنا نواصل تأدية رسالة الجد الكبر؛ فنقوم المعوج، ونعدل ميزان المساواة في الثروة بين الناس. ولكن انتظرني قليلا فسآتيك بصورته.؟

خرج الشاب وتركني في القاعة - وما هي إلا بضع دقائق حتى سمعت حركة خفيفة عند الباب وإذا بسيدة لا اعرفها تدخل القاعة. فدهشت المرأة عندما رأتني وداخلها بعض الريب والخوف - فهدأت من روعها قائلا - لا تخشى من شيْ يا سيدتي مريم فأنا صديق أسرتك. . . جئت مع شريف إلى هنا منذ زمن قصير؟ فتمتمت السيدة بصوت خافت - شريف - أحد أفراد أسرتنا؟ فقلت - نعم شريف - زوجك أو ابنك لا ادري؟

- زوجي - ابني؟

- فقلت - هاهو في الغرفة المجاورة ذهب ليأتني بصورة جده شريف

- جده شريف!

فقالت - يا سيدي أنا لا أفهم شيئا مما تقول؛ فأنا غريبة عن هذا البيت ولست من سكانه. وزوجي ليس اسمه شريف ولا أنا اسمي مريم! أظنك مخطئ - قالت هذا وتراجعت للباب مذعورة فاستوقفتها - وقلت لها - بيت من هذا أذن يا سيدتي؟ قالت: هذا البيت للإيجار - جئت لأستأجره! ولكن من تكون أنت إذا لم تكن صاحب البيت ولا تعرف صاحبه؟

فخطر لي خاطر وقلت أنا يا سيدتي مستأجر مثلك جئت لأستأجر هذا البيت.

قالت - آه فهمت الآن؟

قلت - وأنا أيضا فهمت يا سيدتي! أستودعك الله. قلت هذا وخرجت مسرعا - أذن كل ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>