(أصحاب المعالي) وقد أكبرت جهد الأستاذ في جمع الشواهد وشرحها والتعليق عليها مما يدل على طول باعه في الاستدلال وذوقه في الاختيار.
إلا أني وجدت بعض المآخذ فأردت التنبيه إليها.
جاء في مقال الأستاذ بيت من قصيدة معروفة لأبي تمام الطائي نسبها إلى أبي العتاهية والبيت في وصف القلم
لك القلم الأعلى الذي بشباته ... يصاب من الأمر الكلى والمفاصل
إذا ارتكب الخمس اللطاف وأفرغت ... فيه شعاب الفكر وهي حوافل الخ
وقد ذكر في مقاله عن قصيدة أبي الحسن الأنباريفي رثاء الوزير المصلوب أبي طاهر محمد بن بقية أن الشاعر تمنى لو كان هو المصلوب ليرثي بالقصيدة المذكورة، والحقيقة أن السلطان عضد الدولة هو الذي تمنى ذلك حينما قرأ أو سمع القصيدة وقد ذكر الأستاذ زيتون أبياتاً مختلفة للإمام علي كرم الله وجهه والثابت أن الإمام لم ينظم الشعر ترفعاً عنه للآية الكريمة. . (والشعراء يتبعهم الغاوون الخ) كما لم يؤيد قول الإمام للشعر الأستاذ الزيات في مؤلفه العظيم (تاريخ الأدب العربي) وإن جاء في عبقرية الإمام للأستاذ العقاد أبيات في آل همدان لكنها لا تؤيد قول الإمام للشعر.
ومما لاحظته على الأستاذ الكريم إيراده لبيتين لولادة بنت المستكفي لا تنم عن المعالي وبعد الهمة بل تدل على الاستهتار وعدم الحشمة حين تعطي قبلها لمن يشتهيها، وقد يشتهيها عبدها، وشتان بين قولها
أمكن عاشقي من لثم ثغري ... وأعطي قبلتي من يشتهيها
وقول عائشة التيمورية
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدل الخمار بلمتي ونقابي
عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت ... صعب السباق مطامح الركاب