فقاطعني ذلك المخلوق العجيب قائلاً في صوت أجش: كلا. أنا لا أود أية نصيحة. إني ما جئت إلا لأخبرك بما أفضيت به إليك. ثم أضاف قائلاً في لهجة خشنة - ولكن تذكر أنك لا تستطيع أن تنتفع بما حدثتك به في غير صالحي.
ثم هب واقفاً وقال في صوت هادئ النبرات - حسن - ما مقدار ما أنا مدين لك به؟
فتمتمت قائلاً: خمسون كراونا.
فأخرج الرجل خمسين ورقة نقدية، ثم حياني وخرج. وكنت أود أن أعرف عدد المحامين الذين تردد عليهم ذلك الرجل لاستشارتهم. . على أية حال لم يعد لزيارتي بعد ذلك.
وتحدث الطبيب فيتاسك قال (ومع ذلك فليس ما قلته خاتمة هذه القصة. فمنذ سنوات مضت كنت أعمل كجراح في مستشفى، عندما فحصت مريضاً شاحب الوجه بدين الجسم متورم الساقين في شكل مفرط. وكانت تنتابه التشنجات، وتضطرب أنفاسه. وفي الحق، كان في حالة فريدة من مرض برايت (مرض البول الزلالي) وكان بطبيعة الحال بعيداً عن كل أمل في الشفاء. . وعندما أقبل الليل أنبأتني الممرضة أن المريض قد داهمته نوبة تشنجية. وعندما ذهبت إليه وفحصته وجدته يجاهد في سبيل التنفس وقد تصبب منه العرق مدراراً، وجحظت عيناه رعباً. وكانت كل هذه الدلائل المخيفة تشير إلى نزع الموت.
(وقلت له - حسن. أيها الرفيق. سأحقنك وستكون بعد ذلك على ما يرام.
(فهز المريض رأسه ولهث قليلاً - دكتور أنا. . عندي ما يجب أن أفضي به إليك. . ابعد هذه المرأة.
(وكنت أود أن أحقنه بالمخدر، ولكني عندما شاهدت ما لاح في عينيه بعثت بالممرضة بعيداً، ثم قلت له - والآن أفض إلي يا بني بما تود أن تحدثني به، على ان تنام بعد ذلك.
(فتأوه الرجل وقد لاح في عينيه ثمة رعب جنوني ثم قال - يا دكتور، يا دكتور، إني لا أستطيع. . فلا زلت أشاهد ما اقترفت. . لا أستطيع النوم - يجب أن أخبرك -
(ثم أفضى إلي بكل شيء وسط تشنجاته وحشرجته ولهثاته. ودعوني أقل لكم أني لم أسمع من قبل بمثل ما حدثني به.
وهنا سعل المحامي. فقال الطبيب فيتاسك (لا تخف. فلن أقص عليكم ما حدثني به. إنه سر الطبيب. لقد رقد بعد حديثه متهالكاً، مجهداً تماماً. ولم أستطع أن أمنحه فرصة للتفكير أو