استقال رشدي باشا واخذ الإنجليز يبحثون عن رئيس للوزارة يشغل مكانه وعن وزراء يتولون الحكم بدل الوزراء، ولكن ذهبت جهودهم أدراج الرياح ذلك أن المصريين على اختلاف ميولهم ومذاهبهم وقفوا صفاً واحداً منهم ليخون الوطن وليتعاون مع الغصب الأجنبي بقبوله الوزارة. وظلت مصر بلا وزارة في الفترة من ديسمبر ١٩١٨ إلى مارس ١٩١٩ وهكذا تجلت الوطنية المصرية رائعة قوية
هذا ما كان من أمر مصر في ١٩١٩. أجمعت الأمة على الوقوف صفاً واحداً في سبيل تحقيق مطالبها وصمدت للعدوان الآثم. وإن مصر ١٩٥١ ستكون إن شاء الله أكثر قوة وأشد وطنية، وستدافع عن حرياتها دفاع المناضل المستميت، ولن يخضعها اعتداء أو تهديد، ولن يثنيها وعد أو وعيد. وإلى اللقاء في العدد القادم إن شاء الله