فمصر التي تعرف واجباتها وتهتم بمصالح نفسها رأت بمجرد عقد الهدنة الأخيرة أنها بعد أن لبثت طول مدة الحرب على أكمل حال من السكينة وحسن الوفاء، قد آن الأوان لتجهر - بما لها من حق في أن تحيا حياة حرة خالصة من القيود والأغلال)
واختتم الوفد النداء بالاحتجاج على الخطة التي اتخذت معه وعلى كل قرار بشأن مستقبل مصر لا يؤخذ رأي الأمة المصرية فيه
وفي نفس اليوم ٦ ديسمبر ١٩١٨ أرسل إلى رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج برقية جاء فيها:
(تحدث في مصر أمور مخالفة لتقاليد الحرية والعدالة التي هي شعار دولة بريطانيا، وللسياسة الحرة التي لازلتم إماماً لها. . . هل تقبلون سعادتكم أن صوت أمة بأسرها يخفت بينما أرجاء العالم تدوي بأصوات الأمم المطالبة بمالها من الحقوق ومن حرية التصرف بمسقبلها؟. . . بالنيابة عن الوفد المصري أرفع هذه التصرفات لنظركم السامي.)
سعد زغلول
موقف الوزراء:
هذا ما قام بع سعد وزملاؤه. ولكنا من ناحية أخرى نجد أن رئيس وزراء مصر في ذلك الحين المغفور له حسين رشدي باشا وزميله عدلي يكن باشا غافلين وكانا يؤمنان تماماً بحقوق مصر، وكان رئيس وزراء مصر ١٩١٤ حين أعلنت عليها الحماية - وكان هو الذي قبل الحماية - فرأى أن الواجب يحتم عليه كمصري أولاً وكرئيس للوزراء ثانياً أن يعمل على تخليص مصر من الحماية. لهذا تقوم بدوره يطلب السماح له ولزميله عدلي بالسفر لمباحثة رجال الحكومة البريطانية في المسألة المصرية، فرفضت الحكومة البريطانية طلبهما فقدما استقالتهما في ٤ ديسمبر فلم تقبل، فرفعا استقالة ثانية في ٢٣ ديسمبر ولكنها رفضت أيضاً، فأتبعاها بثالثة في ٣٠ ديسمبر ١٩١٨. رأت بريطانيا أن تصرح لهما بالسفر ولكن رشدي باشا علق سحب استقالته على التصريح للوفد بالسفر فرفض طلبه فاستقال