أن سر التناقض عند (جيد) هو (العبقرية) ولا نضيف كثيراً على ذلك سوى أن تقول إن المبادئ التي دفعت (جيد) إلى الواقعيات في الأمور هي التي جعلته أقرب الأدباء العالميين إلى نفوس العرب وأكثرهم تحليلاً لمشاكلهم
أسلوبه وكتبه:
كان أسلوب (جيد) رائعاً جزلاً بشهادة الكثيرين، ولم يكن سبب ذلك أن جيد كان يجيد البيان في اللغة الفرنسية فحسب، بل لأنه كان يخلق التعابير الجديدة الرائعة فيصوغها بأسلوب جذاب دقيق
وهو يشبه كل الشبه في لغته وأسلوبه أسلوب معالي الدكتور طه حسين باشا عميد الأدب العربي. . ولذلك كانت نفسيته بالنسبة للأدب والأسلوب والمعنى والبيان مطابقة لنفسية جيد الأدبية ومدى تذوقها للبيان السلس والجذل بنفس الوقت
إن جيد كان يميل في أدبه إلى النثر أكثر من الشعر، وكان يعتقد فيه أنه خير من الشعر بكثير، وهذا ما أوضحه في مؤلفه المشهور (لو كانت بذرة لا تموت)
وأهم ما يوصف به أسلوب جيد ويتميز به أنه رفيع السبك، يحلل الشخصية تحليلاً دقيقاً، وبصور الجانب إنساني منها ثم يصور الحالات الأليمة أبرع تصوير
ولكنه مع كل هذا غامض مبهم لا يفهمه إلا من تعمق في آرائه ومعتقداته، ودرس كتبه ومقالاته درساً وافياً
ولقد كان (جيد) يميل إلى كتابة القصة القصيرة أكثر من ميله إلى القصة الطويلة، ولكنه مع هذا قد قدم إلينا أكثر من قصة طويلة ولو أنها كانت خارج استعداده وميوله (كما يقولون)!
إن أهم مؤلفات (جيد) هي ما كانت تدور حول النواحي القصصية والروائية: وقد تكون أشهر كتبه التي طلع بها على العالم هي: