للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - أوديب وتسيوس

وقد فاز أندريه جيد بجائزة نوبل العالمية لفرع الآداب ١٩٤٧، فاتحه إليه نظر الأدباء والمثقفين حيث راحوا يوالون درس مؤلفاته ومقالاته. . . حتى أن الدكتور طه باشا حسين وتوفيق بك الحكيم كتبا عنه مقالات شاملة بينا فيها مقدرة (جيد) الأدبية ومنزلته العلمية وعلمه الفريد

ولقد كتب عنه الأستاذ نزيه الحكيم وترجم له كتاب (الباب الضيق) فجاء تحفة نادرة سدت فراغاً في المكتبة العربية وجيد بعد كل هذا بيناه، صريح كل الصراحة. حتى أنه لا يعتر به الخجل وهو يسرد قصة حياته الخاصة عن طريق مؤلفاته، ذاكرا فيها كل شئ عما قام به من مغامرات شخصية وعلاقات دارت حوادثها مع الزمن في إبان شبابه، وبصورة واضحة مع فتيات باريس اللواتي كن ينظرن إليه نظرات الإعجاب والإكبار! أو كما يقول أحد الأدباء في وصف ما قاله جيد عن حياته الخاصة (يجمل بالشباب أن يتجنبوا قراءتها)!!

وجيد مع ذلك كان يكره الحب الجسدي ويعشق الروح لأنه أسمى عنده وأثبت، وشذوذه من هذه الناحية جنى عليه حتى حرمه من دخول الأكاديمية الفرنسية التي تضم أربعين شخصية خالدة

هذا هو أندريه جيد الكاتب الفرنسي الشهير الذي توفى ليلة الأربعاء في العشرين من شباط بعد أن بلغ الحادية والثمانين من العمر. . . قضاها في سبيل الرفع من قيم الإنسانية المعذبة

بغداد

خالص عزمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>