وضع فقيدنا أثنين وعشرين مؤلفاً، طبع منها ستة عشر، وستة منها هي مخطوطات فقط، وتعالج هذه المؤلفات مواضيع شتى في التربية، والتاريخ، وعلم النفس، وقد اشترك مع قرينته أديبتنا الكبيرة السيدة عنبرا في وضع كتاب (تأثير النساء في المدينة العربية) ولا يزال هذا الكتاب بين المخطوطات التي لم تطبع بعد
أما كتبه هذه فمنها ما قد تمكن من إخراجه من فلسطين، ومنها - وهو هام جداً - ظل في بيته في القدس، ومن حسن الطالع أن يقع البيت والكلية العربية تحت إشراف ممثلي هيئة الأمم المتحدة
وفي شهر يناير سنة ١٩٥١ تعين المربى الكبير في شركة (ألبان أمير كان للطيران) بمثابة مدير معاون لصائب بك سلام ولم يثنه عمله الإداري هذا لحظة واحدة عن تأدية رسالته التربوية التي كرس حياته من أجلها
كان المرحوم خصب الإنتاج طيلة حياته بالرغم من الصدمة الخاصة التي ألمت به بفقد قرينته الأولى أم الوليد؛ لكن الله قد أراد أن يهئ له السبيل إلى تأدية رسالته الكبرى فكافأه بالسيدة عنبرا سلام الخالدي وهي علم من أعلام السيدات العربيات في القرن العشرين
كانت السيدة عنبرا خير زوج ومعين للمرحوم، ولم يقعدها أمر الإشراف على بيتها وأولادها من تبادل الآراء مع قرينها في شتى المواضيع، ومن الانصراف إلى ترجمة (الإلياذة)، و (الأوديسى) إلى العربية وقد طبعا وأقرتهما حكومة فلسطين، ومن ترجمة (الأنياد) المعدة للطبع الآن
وأنجب فقيدنا ثلاثة بنين زابنتين، وهم: سلافة (٢٧ سنة) تطلب العلم الآن في كمبردج وهي قرينة الأستاذ عاصم بك سلام المهندس المعماري، ووليد (٢٦ سنة) وهو يسعى للحصول على الدكتوراه من أكسفورد وأطروحته فيها (البكرى الصديقى)، ومساعد المستشرق البروفسورجب في تحقيقاته، وأسامة (١٩ سنة) وهو يدرس الكيمياء في إنجلترا وقد نال درجة البكلوريا فيها، ويعمل للحصول على درجة أستاذ فيها أيضاً، ورندة (١٦ سنة)، وطريف (١٣ سنة)
كان الفقيد دائم التفكير بفلسطين، ومما ألت إليه أحوال الفلسطينيين، وقد تركت النكبة