الحساب والهندسة إلى الجبر، ومن ثم إلى الهندسة التحليلية
والفن لن يكون خالداً إلا إذا تلمس معالي الأمور، وعندئذ يسمى (الفن الرفيع)، أليس من ذلك هذا لا لتمثال اليوناني الذي يصور نسراً قص جناحاه كرمز على المجد الذي لا يريدونه أن يغادر بلادهم، ولا شك أن تمثال نهضة مصر إنما يمثل قطعة من طموح مختار حتى لقد أقام أبا الهول على يديه، ونهض بمصر عالياً، إذ جعلها تشرف ببصرها ورأسها، وصدرها إلى العلا
وفي الحرب يعتبر المكان العالي مفتاح الغزو، ولذلك يرفع العلم في ذاره كرمز على النصر المبين. وبخفض كرمز على الذل المهين
وتنطبع هذه النزعة في شتى مواقف الحياة فيقال: المصادر العليا، والقيادة العليا، والرئاسة العليا، والمجلس الأعلى والرئيس الأعلى والقائد الأعلى والمركز العام. وكذلك في الألقاب: صاحب الجلالة، والسمو والمجد والفخامة والمقام الرفيع، وصاحب المعالي وصاحب العزة، وكذلك الباب العالي والجناب العالي والصدر الأعظم. وفي مصر نقول في الوظيفة: ترقية، رتبة، علاوة، وفي العراق يقولون ترفيعة
وإذاً صدق أر سطو في حث الإنسانية على التماس الشرف في التفكير إذ يقول (شرف العقل من شرف موضعه) فهذه دعوة رسول الإنسانية عليه السلام (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها) وبهذا كان في الطليعة من (أصحاب المعالي)
ممنوع النقل والنشر والترجمة إلا بأذن من مجلة (الرسالة)