الاتفاق بينهم وبين الباكستان أن يبقى تعليم الإنجليزية فيها إجباريا بجميع التلاميذ، ولم ننس بعد الدعوة التي وجهتها الحكومة الإنجليزية في العالم الماضي إلى الدكتور طه حسين باشا وزير المعارف إلى زيارة إنجلترا٠وجامعاتها وإلقاء محاضرات فيها، والحفاوة التي لقيها معالية هناك. نعم إن المكانة والصيت اللذين أحرزهما معالية في ميدان الفكر العالمي جديران بأن يحتفي به من أجلهما في أي مكان، ولكن لم يكن خافيا أن الإنجليز - وهو الإنجليز - كانوا يرمون من وراء ذلك إلى غرض آخر، هو كسب الوزير المصري الخطير، كي يرعى جانبهم ولو بعض الشيء في المجال الثقافي الفرنسية - أن تطفي على الإنجليزية في مصر
ونحن نعلم رأي معالي الدكتور طه حسين باشا في تعليم اللغات الأجنبية في مصر كوسيلة للمشاركة في الثقافة العالمية، فهو يرى عدم قصر الجهود على لغة واحدة، ويقول بوجوب التنويع في ذلك بين المواطنين، ليتاح للثقافة المصرية أن تقطف خير الثمار من مختلف الجهات
وعلى ذلك تحرير المسألة في أمرين، الأول أن الإنجليزية ليست خير اللغات حتى نجعلها اللغة الأجنبية الأولى في بلادنا، فيجب أن نستبدلها بغيرها ولتكن الفرنسية، والأمر الثاني أن الإنجليزية في وضعها الحالي بمصر من آثار الاستعمار الإنجليزي الكريهة، وأن الإنجليز يسوؤهم أن نزحزحها عن مكانتها، فيجب إذن أن نزيل ذلك الأثر المنتن. . وأن نسوء إنجليز في لغتهم كما نسوؤهم في غيرها
والوقت الحاضر هو أصلح وقت لهذه الضربة القاصمة، التي ترضى الشعور الوطني، وتنال من الأعداء، وتنفع البلاد
فهيا أيها الرجل العظيم، اضرب الضربة. .
حذار من الوعظ والتهريج:
تطور النزاع بيننا وبين الإنجليز تطروا خطيراً عقب إلغاء المعاهد وما تبعه من اعتداءاتهم المنكرة المتكررة، وصارت البلاد إلى حال تستوجب بذل جميع الجهود وتوجيه الكفايات المختلفة نحو معركة التحرير القائمة، ولا يد للأدب والعلم والفن أن تساهم في هذه الحركة إن لم تقدها. وقد نشر أن هيئة التدريس بجامعة فؤاد الأول اجتمعت بقاعة الاحتفالات في