وبعد تلك المقدمة ساق طائفة من أقوال العرب - شعراً ونثراً - في الحرية وتمجيدها، ثم ختمها هذا الختام الطريف:
(ولقد استطاب اللسان العربي هذه الحرية وتخيرها، واستعارها للشيء الفاخر المختار الخالص من الأقدار، فيقال (حر الفاكهة): للمختار منها، و (حر الشعر) للفاخر الرائق منه، و (الحر من الفعل): ما كان حسناً خالصاً، و (الحر من الأرض): الطيب الجيد، و (حرية القوم): أشرفهم. ومن الطريف في الأدب العربي أن (حرية المرأة) لها معنى في الأدب القديم. ومعنى آخر في العصر الحاضر، فحرية المرأة - بالمعنى القديم -: شرفها وكرامتها، فإذا قيل (المرأة الحرة) فالمراد الشريفة الخالصة من أغلال العار، وأما (حرية المرأة) في عصرنا فالمراد بها تخلصها من قيود اجتماعية كانت عليها من قبل
القاموس الجغرافي للبلاد المصرية:
هو كتاب وضع أصوله المرحوم محمد رمزي بك، وقضى في تحقيقاته زهاء أربعين سنة، معتمد على مشاهدته، وعلى مراجع تاريخية وجغرافية، وعلى وثائق في المصالح الحكومية، فجاء شاملاً لجميع البلدان المصرية من مدن وقرى، سواء القديم منها والمستحدث
وقد أشرت إلى هذا الكتاب في أوائل العام الحالي، وذكرت أن دار الكتب المصرية قد اشترت جزازات هذا القاموس وأصوله من ورثة المؤلف بعد وفاته، وتسلمتها في فبراير سنة ١٩٤٩ على أن تطبع الكتاب في خلال سنة على الأكثر ولكن الدار تراخت في تنفيذ ذلك
وعلى أثر كتبناه إذ ذاك، اهتم ورثة المؤلف الفقيد حرصاً منهم على بقاء هذا الأثر الخالد وإخراجه للناس، واستحثوا دار الكتب في ذلك، فعنيت الدار بالأمر، وعهد الأستاذ توفيق الحكيم بك عقب تعيينه مديراً لها إلى وكيلها الأستاذ أحمد رامي في أن يشرف على إعداد هذا الكتاب للطبع وندب لمعاونته الأستاذ أحمد لطفي السيد الموظف بالقسم الأدبي في الدار، والذي زامل المرحوم رمزي بك زهاء خمسة عشر عاماً وفهم منه نظام العمل في هذا القاموس