وقد تجلى في هذه المظاهرات جلال الوطنية وجلال الذكرى وإجماع الأمة وتأييدها لحكومتها
وفي السودان قامت المظاهرات تطالب بالحرية وتطرد المحتل الأجنبي والمستعمر الظالم حتى اضطر الحاكم العام الإنجليزي أن يطلب من قائد عام القوات المصرية التدخل لحفظ الأمن وإقرار النظام
لابد مما ليس منه بد:
لقد حاولت مصر أن تقيم علاقتها مع الدول الغربية على أساس الحرية والاحترام المتبادل، ولكن هذه الدول أمعنت في غيها، فلما طالت المفاوضات اضطرت مصر إلى إلغاء معاهدة ١٩٣٦ واتفاقيتي ١٨٩٩ التي تربطها ببريطانيا وبدأت معركة التحرير
وقد وقفت فرنسا وأمريكا بجانب إنجلترا، وهنا تقربت روسيا من مصر وطالبت أن تعقد اتفاقا تجاريا واسع النطاق معها على أن تكون لها الأولوية في شراء قطن مصر وعلى أن تعامل معاملة الدول الأكثر رعاية في مقابل أن تصدر إلى مصر ما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر وأخشاب وورق وقمح وبترول إلخ
وقد ذعرت أمريكا، فإن الاستعمار الأمريكي استعمار اقتصادي وتهتم أمريكا بفتح أسواق لتجارتها، ولعلنا جميعا نعلم مدى اهتمام أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط إن ذلك يرجع إلى عاملين: أولا هذه المنطقة أغنى مناطق العالم بالبترول - ثانيا. هذه المناطق يمكن أن تصبح أسواقا هامة للتجارة الأمريكية
ولما كانت عداوة أمريكا وإنجلترا لمصر ستؤدي إلى انتشار التجارة الروسية في مصر والشرق الأوسط. فقد اضطرت أمريكا إلى أن تحاول القضاء على الفكرة، وعرضت على مصر وساطتها في حل الخلاف القائم بينها وبين إنجلترا في ٢٤ أكتوبر ١٩٥١. ولسنا ندري كيف ينتهي أمر هذه الوساطة
الحماية والمعاهدة:
في سنة ١٩١٤ أعلنت إنجلترا الحماية على مصر ولم تكن مصر قد طلبت هذه الحماية، ولذا كانت الحماية باطلة من وقت إعلانها، ومنعا لثورة مصر في وقت كانت بريطانيا في