للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دور الطبيعة في الشخصية:

رفائيل يؤمن بأن الطبيعة يتصل سلكها بحبات القلب ومشاعره، فهي جزء من النفس والنفس جزء منها، وإن ما يجري في عناصر الطبيعة من الحياة هو نفسه ما يجري في عروق الإنسان منها، وهو لذلك يكتئب حينما تتلبد السماء بالغيوم؛ وينشرح قلبه عندما تشرق الشمس، وتهدأ العواصف: وتعود السكينة إلى الطبيعة فتعود أيضاًإلى نفسه. . . وأحب رياضة إليه التجول وسط الحقول، أو التنقل على صفحة البحيرة، أو صعود المرتفعات، أو اجتياز الإحراج؛ والطبيعة عنده، فوق كونها صديقة الإنسان الوفية يبثها آلامه وأفراحه، هي أجل مظهر من مظاهر قدرة الإله

رجل خير:

أنه يحب الخير لغيره، ويعمل جهده على مساعدة المحتاجين: فهو في وطنه يطعم الفقراء، ويعلم الصبيان، ويعين الفلاحين في أعمالهم. وهو عطوف حنون، يميل إلى الضعفاء ويحب كل كائن معذب شقي: وهو لذلك قد عطف على جارته في الفندق عندما علم أنها مريضة متألمة؛ وفي أيامه الأخيرة كان جل همه توفير الطعام لأسراب من طيور السند قد اتخذت منزله ملجأ وحمى

حساسية مرهفة:

هو رجل رقيق الطبع، شاعري المزاج، مثالي النزعة، قد تجرد من الأطماع والأغراض. فهو لذلك يمتاز بحساسية مرهفة، أو قل: إن هذه الحساسية المرهفة هي السبب في رقته وشاعريته ومثاليته وتجرده من الأطماع والأغراض، وهذا الشعور المرهف يجعله ينفعل لكل ظواهر الجمال في الدنيا: جمال الطبيعة وجمال الحب وجمال الآداب والفنون،، ثم بجمال القدرة الإلهية فوق كل جمال. .

أجل! فهو يؤمن بوجود إله خالق خير يهيمن على هذا الكون ويدبر أموره. وهو دائماً يذكر اللًه ويذكر السماء عند ذكر الحب والحبيبة، فهو يمزج بين الحب والدين، أو هو يجعل عبادة الجمال نوع من عبادة اللًه، لأن اللًه هو الجمال المطلق

دور الحب في الشخصية:

<<  <  ج:
ص:  >  >>